سنة 2020، جاءت كورونا التي نكصت علينا فرحات كثيرة، وقيدتنا، كبلتنا شهورا عديدة ونحن نترقب الصين وروسيا والصراع على الكمامات وصناعة اللقاح ثم التوتر بين القوى الدولية إلى جانب مهرج شعبوي مهم قبل سقوطه المدوي السيد: ترامب، كانت حكاية كورونا كما تلك التي بدأت فجأة كحكايات ألف ليلة وليلة، ومسلسل سامحيني، انتظرنا طويلا أن تنتهي القصة وأن نعرف النهاية . مرت 2020 بكورنا التي تعددت حولها القراءات السياسية والتأويلات وتنوعت الآراء، أنتجت كتب واتسعت دائرة الدراسات الأكاديمية والأبحاث وظهرت براءات اختراع، وفال البعض أن ما بعد كورونا ليس ما قبله، ويبقى سؤال كبير : لماذا كورونا ؟ ولماذا تجندت لها كل الأنظمة السياسية والدول ؟ ذهبت كورنا وجاء التلقيح، ظهرت اتفاقيات وتطورت صناعة اللقاح لتصبح صناعة رائجة، لكن الخلاصة، كان أن الرابحون هم ملاك عصر الديجتال، والخاسر هي الحرية والواقع والإنسان الهامش...، فصدرت حقوق الشعوب وعادت الدولة لتمارس تغولها وتنزل للشارع كجهاز وتفرض سلطويتها على حساب المواطنة والديموقراطية... توالت أحداث دولية كثيرة من سقوط ترامب وتغول للشعبوية السياسية واليمين عالميا ثم تراجعه، مقابل أيضا تراجع كامل لما عرف إعلاميا ، بالإرهاب وداعش التي اختفت فجأة ومعهم نظريات الصراع الحضاري وكتب هنتيغتون وفوكوياما المهندسين لما سبق ذكره والحديث عن داعش والإسلام والاسلاموفوبيا والعداء الحضاري...وكأننا في حلم وسبات، يبدأ كل شيء فجأة وينتهي دون سابق إنذار، كأنها شبكة عنكبوت صعبة الفهم ويحل محل الموضوع القديم مواضيع جديدة تلهينا وتنسينا، نغص الحياة وملفات اجتماعية واقتصادية كثيرة و تحت الطاولات تخطط علاقات سياسية ودبلوماسية تنتتهي بعقود زواج طويلة الأمد أو طلاق بالثلاث، وما نرى إلا الجزء الفارغ من الكأس على الأقل، كقول قائل. في المغرب حل وزير إسرائيلي ومسؤول أمريكي والعثماني مبتسما وشمس العشية تطرب أذنيه السياسيتين وعدنا مغربا كاملا في الخريطة السياسية الأمريكية، لكن رئيس الجزائر لم يعجبه الحال، أراد أن يتغذى على المغرب ليشرعن حداثة سنه السياسي ونظام العسكر ويصدر أزمة فشل النظام في تدبيره السياسي ويوجه سلاحه نحو المغرب مستدعيا مليشيات ضاعت وأضاعت معها الكثير من المحتجزين في مخيمات تندوف وعقودا ، القصة لم تنته بعد، والكركرات أضحت منطقة آمنة ، لكن المغرب قطع علاقاته الدبلوماسية مع السفارة الألمانية لغاية في نفس يعقوب ونحن المغاربة لا نعرفها، وقبل أن نخرج هاربين من السياسة الدولية، لا ننسى هذه "الأخورا" على وزن "الأغورا" (الفايسبوك) وما أصبح له من دور في تشكيل الرأي الخام والعام معا، المغربي، ولأن ختامها كان مسكا، قرر أحدهم أن يسجل حزبا جديدا باسم حزب الحمير ليحجز الحمير على ألوانهم وأشكالهم مقاعد برلمانية منتظرين سوق الحمير ليتحدثوا بالنهيق، ولا أنكر الأصوات لا صوت الحمير.