بَحثْتُ في قواميس السياسة كلها عن وصفٍ لمعنى العبث السياسي فلم أجد أَدَقَّ من وصف المشهد السياسي الناظوري في هذه الأيام. فمنذ تعيين (عفوا انتخاب) رئيس المجلس البلدي الحالي وحال البلدية تزداد فوضى على ما كانت عليه في أيام حوليش، ليتبين بوضوح تام أنَّ الأزمةَ ليست أزمة رئيس مجلس، ولا أزمة مجلسٍ مُنْتَخَبٍ بأكمله، وإنما الأزْمَةُ أزْمَةُ نخبٍ سياسيةٍ منتميةٍ لأحزابٍ وطنيةٍ انعدمت فيها روحُ المسؤولية، فأصبحت لا تُفَكِّرُ إلا في مصلحتها الشخصية والحزبية، ضاربةً عَرْضَ الحَائِطِ مصْلحةَ المدينةِ التي أضْحَتْ مدينة أشْباحٍ، لا تكاد تَعْثُرُ فيها على ابْنٍ بَارٍّ يخدم مصالحَها ويسهر على خدمات أبنائها. فالسادة الأعضاء بدل أن يضعوا نُصْبَ أعينهم مصلحة المدينة وتسريع عجلة التنمية فيها، ومتابعة مشاريعها الاقتصادية الكبرى، والبحث عن بدائل واقعية لساكنتها لامتصاص الأزمات التي وضعتها فيها جائحة كورونا وتداعياتها، نجدهم في غياب تام، يبحثون في كواليسهم السياسية عن توافقات هجينة وتكتلات حزبية غير منسجمة، لم يراعي فيها أعضائها سوى مصلحتهم الشخصية في التفويضات والنيابات لمختلف المصالح الجماعية، لتبقى هذه المدينة اليتيمة مستمرة في البحث عن ابنٍ بَارٍّ ينتشلها من براثن الإقصاء والتهميش والفوضى ويضعها على سكة التنمية والرقي والحداثة.. ماذا تنتظرون من مجلس نسي ما وقع بالأمس، ويتخبط فيما يقع اليوم، ومتورط من قبل، فيما آلت إليه أوضاع الناظور اليوم... تصبحون على ناظور أرقى وأحسن وأنفع....