بَحثْتُ في قواميس السياسة كلها عن وصفٍ لمعنى العبث السياسي فلم أجد أَدَقَّ من وصف المشهد السياسي الناظوري في هذه الأيام . فبعد عَزْلِ رئيس المجلس الجماعي سليمان حوليش وإعطاء الضوء الأخضر للمجلس الحالي لاختيار رئيس جديد، يتبين بوضوح تام أنَّ الأزمةَ ليست أزمة رئيس مجلس، ولا أزمة مجلسٍ مُنْتَخَبٍ بأكمله، وإنما الأزْمَةُ أزْمَةُ نخبٍ سياسيةٍ منتميةٍ لأحزابٍ وطنيةٍ انعدمت فيها روحُ المسؤولية، فأصبحت لا تُفَكِّرُ إلا في مصلحتها الشخصية والحزبية، ضاربةً عَرْضَ الحَائِطِ مصْلحةَ المدينةِ التي أضْحَتْ مدينة أشْباحٍ، لا تكاد تَعْثُرُ فيها عن ابْنٍ بَارٍّ يخدم مصالحَها ويسهر على خدمات أبنائها . قولوا لي بالله عليكم!!! ماذا يعني تأجيل انتخاباتِ رئيس المجلس الجماعي مرتين على التوالي لغياب جميع الأعضاء، وذلك بطبيعة الحال لغياب أي توافق على شخص الرئيس الجديد، فالسادة الأعضاء بدل أن يضعوا نُصْبَ أعينهم مصلحة المدينة وتسريع عجلة التنمية فيها، ومتابعة مشاريعها الاقتصادية الكبرى، نجدهم في غياب تام، يبحثون في كواليسهم السياسية عن توافقات هجينة وتكتلات حزبية غير منسجمة، لم يراعي فيها أعضائها سوى مصلحتهم الشخصية في التفويضات والنيابات لمختلف المصالح الجماعية، لتبقى هذه المدينة اليتيمة مستمرة في البحث عن ابنٍ بَارٍّ ينتشلها من براثن الإقصاء والتهميش والفوضى ويضعها على سكة التنمية والرقي والحداثة.. ماذا تنتظرون من انتخاب يوم الأربعاء المقبل، لا شيء، سوى رئيس جديد متورط من قبل، فيما آلت إليه أوضاع الناظور اليوم .. تصبحون على ناظور أرقى وأحسن وأنفع....