تحت شعار "ذاكرة المستقبل" انطلقت مساء أمس الاثنين 11 نونبر، بمدينة الناظور فعاليات المهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة، في دورته الثامنة، بحضور شخصيات وطنية ودولية في مجال الفن والسياسية. وتم خلال اليوم الاول من فعاليات المهرجات تكيم كل من المخرج المغربي أحمد بولان والمنتج عبد الرحيم هربال والكاتب والفاعل الأمازيغي محمد بودهان، والمصورة الصحافية زليخة أسبدون التي تعد أوّل مصوّرة صحافية مغربية.
وستتمحور الدورة الثامنة من المهرجان حول تيمة "ذاكرة المستقبل، او كيف يمكن للسينما الاعلاء من تجارب المصالحة و ثقافة السلم"، حيث ستكون هذه التيمة موضوع الأفلام الوثائقية الطويلة الدولية المتنافسة في الدورة، كما ستعطى الأولوية في باقي المنافسات للأفلام المشتغلة على نفس الموضوع. وتتميز دورة هذه السنة، من مهرجان السنيما بالناظور، بمنح الجائزة الدولية "ذاكرة من أجل الديمقراطية والسلم" التي يمنحها مركز الذاكرة المشتركة كل سنة، للرئيس الكولومبي السابق، خوان مانويل سانتوس كالديرون. وسيتنافس خلال المهرجان 9 افلام وثائقية، ونفس العدد في مسابقة الافلام الحائية الطويلة، في حين سيتم عرض 16 فيلما حكائيا قصيرا، كما سيتم عرض أفلام في اطار مسابقة خاصة حول السينما و قضايا الزمن الراهن. وبهذه المناسبة قال عبد السلام بوطيب، مدير المهرجان الدولي للسينما والذّاكرة المشتركة رئيس مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم، ان الاشتغال على الذاكرة لا يجب أن يجعل المشتغلين بها تيارا حقوقيا رِجعيا يتشبثُ بالماضي، ويحاول إعادة تكراره بدون استحضار سياقات الأحداث؛ بل يجب جعل الماضي بجميع إنجازاته، وأخطائه، وإيجابياته، وسلبياته، "الحطبَ النّبيل من أجل المستقبَل". وأضاف بوطيب أن للسنيما، ربا يحميها، وزاد: "للجمال الداخلي، والخارجي كذلك رب يحميه، ويضيئه أكثر"، ثم استرسل متسائلا: "وهل هناك من جمال أكثر من تشبُّثِنا بكرامتنا، وحقوقنا، وحرّيّاتنا، ومساهمتنا في بناء وطننا، خطوة خطوة، بنفس تصالحي، يستحضر المستقبل بقوّة، ولا يلتفت إلى الماضي إلا لأخذ بعض العبر والدّروس منه؛ لأنه الأهم بالنسبة للأبناء والأحفاد؟". كما استحضر المتحدّث حصوله على "جائزة ايميليو كاستيلار الدولية للدفاع عن حقوق الإنسان والحريات" بإسبانيا، وتحدث عن الحاجة إلى "معرفة كيفية المحافظة على المكتسبات الثقافية والحقوقية، وخلق فضاءات إضافية للتّعبير الحرّ الهادف إلى استعمال الذّكاء الجماعي، من أجل المساهمة في انتقال "بلدنا إلى البلد الذي نريده"؛ الذي هو وطن يتّسع للجميع وراء القيادة الرّشيدة للملك محمد السادس". تجدر الإشارة إلى أنّ المهرجان الدولي للسينما والذّاكرة المشتركة، الذي فتح أبوابه الاثنين تحت شعار "ذاكرة المستقبل"، ستستمرّ فعاليّاته إلى حدود يوم السبت المقبل.