صورة: حمزة حجلة - محمد العبوسي افتتح المهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة، أمس الاثنين بالناظور، فعاليات دورته الثامنة، بتكريم كل من المخرج المغربي أحمد بولان، والمنتج عبد الرحيم هربال، والكاتب الامازيغي محمد بودهان، إضافة إلى المصورة والصحافية زليخة أسيدون باعتبارة أول مصورة صحافية في المغرب. المهرجان الذي اختار لنسخته الحالية من 11 إلى 16 نونبر الجاري، شعار "ذاكرة المستقبل"، عرف حفل افتتاحه حضور عدد من الفاعلين السياسيين والحقوقيين، وقد حظي أيضا بزيارة خاصة من طرف الرئيس الكولومبي السابق خوان مانويل سانتوس، الذي قدم خصيصا لتسم الجائزة الدولية "ذاكرة من أجل الديمقراطية والسلم"، عرفانا لما قادم به من جهود لتثبيت أسس المصالحة في بلاده. وذكر عبد السلام بوطيب، رئيس المهرجان، في كلمته الافتتاحية الموجهة للحاضرين، بأن اشتغال المركز على قضايا الذاكرة والديمقراطية والسلم، لا يهدف بأن يجعل من هذا الأخير تيارا حقوقيا رجعيا يتشبث بالماضي، ويحاول اعادة تكراره بدون استحضار سياقات الأحداث. وأضاف ''بل وجب علينا، وهذا منهجنا واختيارنا، أن نجعل الماضي بجميع انجازاته وأخطائه وإجابياته و سلبياته الحطب النبيل من أجل المستقبل‘‘. وثاني الأشياء، التي شدد عليها بوطيب ودعا بأن تكون حاضرة بقوة، تتجلى في تحقيق الحفاظ على المكتسبات الثقافية والحقوقية، وخلق فضاءات اضافية للتعبير الحر الهادف إلى استعمال الذكاء الجماعي ''من أجل المساهمة في انتقال بلدنا إلى البلد الذي نريده، ألا وهو وطن يتسع للجميع وراء القيادة الرشيدة للملك محمد السادس‘‘. من جهة ثانية، استحضر رئيس المهرجان، في كلمته الافتتاحية، سياق حصول على جائزة ايميليو كاستلار الدولية للدفاع عن حقوق الانسان و الحريات بالجارة اسبانيا، وعلق على هذا التتويج قائلا: ''لم أجد أبلغ من قصيدة لأعبر بها عن تقييم ما نشتغل عليه في مركز الذاكرة أكثر من استحضار قصيدة الراحل الشاعر محمود درويش والتي قال في مطلعها على هذه الأرض ما يستحق الحياة‘‘. إلى ذلك، اعتبر بوطيب، المساهمة في بناء الوطن بنفس تصالحي يستحضر المستقبل بقوة من ضمن الأهداف التي يروم المهرجان تحقيقها، وذلك دون الالتفات إلى الماضي، إلا لأخذ العبر والدروس منه، لأن المستقبل هو الأهم بالنسبة للأبناء والأحفاد، لذا فاختيار تيمة "ذاكرة المستقبل" وفقا للمتحدث، ليس اعتباطيا او نزوة، بل هو اختيار بعد تفكير عميق و استشارات واسعة. جدير بالذكر، ان حفل الافتتاح قد تم نقله من منتجع أطاليون إلى المركب الثقافي بالناظور بسبب سوء الاحوال الجوية، وقد عرف تنظيم فقرات تراثية من الريف وإسبانيا، قدمت كلوحات فنية لاستقبال الحاضرين.