على إيقاع "ماما افريقيا" بصوت وعزف فتاح نجادي، افتتح رسميا المهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة الذي اختار خلال دورته الرابعة شعار "افريقيا والمتوسط، ذاكرة الامتداد والمشترك"، مع الاحتفاء بتونس كضيف شرف. كاميرات المصورين، مساء الإثنين، ركزت على صاحب "خبر أمي" مارسيل خليفة، الذي تهافت الجميع لتحيته، قبل أن يصعد للركح لتكريمه وسط رواد الفن السابع، معلنا للجميع عن سعادته بالحب الذي يغمره به المغاربة كلما حل بين ضهراينهم، شاكرا لوزيرة الثقافة السابقة ثريا جبران ما قالته في حقه من شهادة. محمد الشوبي وأحمد بولان وبنجلون والدرقاوي وزينون والسعدية ازكون، وسحر الصديقي وابتسام لعروسي وسهام أسيف ومحمد مفتاح، أسماء مغربية من بين عدة حضرت الافتتاح الرسمي الذي احتضنته قاعة المركب الثقافي "لاكورنيش" وسط مدينة الناظور، بحضور رسمي لوالي الجهة محمد امهيدية وعامل إقليمالناظور ورؤساء المصالح الأمنية والعسكرية والخارجية، والقنصل العام للمملكة الإسبانية بالناظور. عبد السلام بوطيب رئيس مركز الذاكرة المشتركة للديموقراطية والسلم ومدير الدورة، اختار خلال كلمته الافتتاحية أن يمرر رسائل في كل الجهات، حيث شدد على كون المركز من خلال رهانه على السينما لم يختر الورقة السهلة، وأضاف " السؤال الذي يطرح علينا اليوم، هو كيف يمكن أن نوفر للناس الفرجة السينمائية، ونمرر الخطاب الذي وجدنا من أجله؟" واسترسل بوطيب "الأمر ليس بالهيّن، لأن التيمة التي اشتغلنا عليها صعبة، وتسهل على الذي أمامك أن يتهمك بما أراد من النعوت التي غالبا ما تكون محملة بالإيديولوجيا"، وزاد "ولذلك فالاشتغال عليها عادة ما يكون مزعجا للذين يخافون من الانفتاح على المستقبل عبر الماضي، ويخيف المرتدين المتشبتين بالماضي فقط، والذين يريدون جرّنا إلى الوراء". وعن اختيار افريقيا كموضوع للدورة قال رئيس المهرجان عبد السلام الصديقي أن ذلك يحمل دلالات كثيرة، بحكم التحولات التي يعرفها العالم، والتحديات المطروحة بالعالم العربي والإفريقي، مؤكدا أنه ستتم مقاربة الإشكالات والقضايا بالسينما، "وسنوجه رسائل قوية مفعمة بالتسامح والديموقراطية والتسامح والانفتاح على الأخر، والقبول بتنوع الثقافات والمعتقدات وحفظ الذاكرة المشتركة، وذلك في انسجام تام مع القيم الكونية التي ننخرط فيها جميعا" يقول وزير التشغيل والشؤون الاجتماعية. وتواصلت فعاليات افتتاح المهرجان الممتد على ستة أيام، بتكريم سعد الشرايبي على ما خلفه في الخزانة المغربية من أفلام، حيث اعتبر في كلمة له أنه يعتبر أسعد انسان في هذه اللحظة، شاكرا الجميع على الالتفاتة التي وصفها ب"الرائعة". وقد شهدت فقرات الحفل الذي تم إسناد تنشيط فقراته للممثل والإذاعي منتصر، تقديم العرض ما قبل الأول للفيلم القصير "من أجل حبي لأبي" والذي أخرجه الفنان فريد الركراكي، وقام ببطولته محمد أمين التاج الشاب من ذوي الاحتياجات الخاصة، والذي استطاع أن يجعل القاعة تقف تنويها لقدرته على تجاوز إعاقته وابراز موهبته الفنية. وتتواصل فعاليات الدورة الرابعة من المهرجان الدولي للذاكرة المشتركة بتقديم أفلام وثائقية وأخرى طويلة تندرج في إطار المسابقة، مع تنظيم ندوات وموائد مستديرة حول مواضيع مختلفة تلتقي جلها في علاقتها بافريقيا ورهانتها ومشاكلها.