افتتحت مساء امس الاثنين الدورة الثالثة للمهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة ، بتكريم الشاعر والمعتقل السياسي السابق صلاح الوديع للتجربة التي خاضها ضمن هيئة الانصاف والمصالحة وعرفانا بالتطور الملموس والانتقال الديموقراطي الذي عرفه المغرب فى مسار حقل حقوق الإنسان. وعرض منضمو المهرجان فيلما وثائقيا عن المرحوم ادريس بنزكري واحد من الرجال الذين انخرطوا في اليات بناء مغرب الحقوق وذاع صيته بفضل مواقفه الشجاعة والجريئة في ميدان حقوق الإنسان ونضاله قبل وبعد احداث هيئة الانصاف والمصالحة. وقال عبد السلام الصديقي رئيس المهرجان ووزير التشغيل، إن تكريم صلاح الوديع له دلالات متعددة، وهو اعتراف بما قام به الآباء والأجداد من تضحية وتفان في خدمة الوطن، جعلت المغرب اليوم يسير في طريق تعزيز الديمقراطية والتنمية.،وأشار الصديقي، أن تكريم الوديع يتوخى إعادة الاعتبار لكل المواطنين والمواطنات الذين ضحوا بالغالي والنفيس لإحقاق الحق وبناء دولة المؤسسات، كما اعتبر الصديقي في كلمة ألقاءها قبل منح ذرع الذاكرة المشتركة هو تكريم أيضاً لمهندس العدالة الانتقالية وأحد الوجوه البارزة التي وضعت مساراتها على الوضع الحقوقي في بلادنا، هو احتفاء بالراحل إدريس بنزكري. وأشار الصديقي أن هيأة الإنصاف والمصالحة التي كان يترأسها الراحل بنزكري شكلت تحولاً نوعياً في التاريخ المعاصر بالمغرب، حتى بات ما يعرف الآن بمغرب ما قبل وما بعد هيأة الإنصاف والمصالحة، كما أثنى الصديقي على هذه التجربة وقال إنها وفرت شروط الانتقال بكل سلاسة في ما يعرف بأحداث الربيع الديمقراطي الذي عم منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، وشدد الصديقي على أن المغرب تسامح، عبر تجربة هيأة الإنصاف والمصالحة، بصفة نهائية مع أبنائه بكل أطيافه السياسية والثقافية، وقال ان "موضوع الدورة الثالثة للمهرجان استوحيناه في خضم بحيرة هائجة نريد منه اعادة استنطاق مرحلة الثورة ومرحلة الثورة المضادة ومرحلة الانتقال ومرحلة التساؤلات الاشكالية" ومن جهته صرح صلاح الوديع، في كلمة له بمناسبة التكريم، إن هيأة الإنصاف والمصالحة شكلت لحظة تاريخية ومفصلية في تاريخ المغرب، ومضى قائلاً "قلبي وفكري يتوجه إلى ثلاث أسماء ضمن الأعضاء السبعة عشر للهيأة هم لطيفة الجبابدي، والفقيدين إدريس بنزكري رئيس الهيأة ومحمد البردوزي" وصرح عبد السلام بوطيب مدير المهرجان ان هذه الدورة تشهد مستجدات تقام لأول مرة في المهرجان وذلك من حيث التنظيم ومن حيث طبيعة المدعوين ومن حيث المحور والاهداف المسطرة والتصور العام، واضاف ان الدورة الثالثة للمهرجان ستكون مرجعا لكافة الدورات المقبلة حيث تستحضر المواضيع المناقشة فيها والخلاصات والتوصيات للنهوض بالمنطقة ولإعطاء البعد المتوسطي لمهرجان السينما بالناظور، واردف بوطيب ان المتوسط يحدد بتفاعل المتوسطيين مع محيطهم القريب والبعيد وهو مع جعل من تيمة هذه تتمحور حول "اسئلة المتوسط" ما سيجعل من المشترك المتوسطي نواة المشترك العالمي بمعنى تقارب الرؤى وتبادل التجارب والنقاش حول الاشكاليات التي يعاني منها كل المتدخلين في المنطقة، واضاف بوطيب" نتطلع من خلال المهرجان الى اعلام سكان الريف خاصة والشمال عموما بالسينما والصناعة الفلمية العالمية والوطنية التي غيرت خارطة الدول الاقتصادية كتركيا مثلا". ويترأس محمد الاشعري لجنة تحكيم الخاصة بالفيلم الطويل، وحسب المنظمين فان اختيار هذه الشخصية لم يأتي بمحض الصدفة واما لما للرجل من كفاءات أدبية وعلمية بالإضافة الى المامه الجيد بالكتابة القصصية والشعرية والتي تشكل المادة الخصبة للسينما بالإضافة الى انفتاحه على مجموعة من الفنون الاخرى وهذا ما يشكل فريقا متجانسا مع باقي اعضاء لجان التحكيم العالميين فقد اختير"خال تورابولي" الفيلسوف والسيناريست الموريسي-الفرنسي رئيسا للجنة تحكيم الفيلم الوثائقي، وعبد السلام الصديقي وزير التشغيل رئيسا شرفيا للمهرجان. ويشكل موضوع " اسئلة المتوسط" محور ندوات وموائد مستديرة، ستعقد بالموازاة مع فعاليات المهرجان، وبحضور ومشاركة اكاديميين ومثقفين واعلامين وفاعليات مدنية وحقوقية من ضفتي البحر وسيناقش المشاركون في المهرجان محورين اساسيين هما: ازمات دول شمال البحر المتوسط أهي ازمات اقتصادية ام ازمات في التدبير الديمقراطي، وازمات جنوب المتوسط، هل هي ازمة في الثقافة الديمقراطية؟. ودعا مركز الذاكرة المشتركة من اجل الديمقراطية والسلم الجهة المنظمة كافة من اشتغل من السينمائيين على موضوع ازمات المتوسط بكل تجلياتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية للمشاركة والمساهمة بأعمالهم لتبيان الرؤى والافاق والمساهمة في بناء الطريق نحو مزيد التعايش بين الضفتين ولترسيخ تجربة يلتقي فيها الثقافي بالفني والتنموي.