أقدمت الفنانة المغربية نعيمة المشرقي، خلال الاحتفاء بها وسط المكرّمين ضمن افتتاح الدورة الثالثة من المهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة المقام بالناظور، على إهداء فرح هذه اللحظة لنساء مخيمات تندُوف، خاصّة زوجتا الناشط مصطفى سلمة ولد سيدي مولود والفنان علال الناجم.. كما لم تنس المشرقي المدينة التي تكرّم بها وهي ترسل برمزيَّة "درع المهرجان" للمراهقَين الاثنين الباصمين، سابقا، على "قبلَة الفَايسبُوك" بشكل أثار ضجّة دوليَّة عقب متابعتهما عليها أمام القضاء. نعيمة، وعلى متن كلمة ارتجلتها أمام الحاضرين للموعد المقام من لدن مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطيّة والسلم، قالت: "أهدي لحظة التكريم هذه لسيّدتين متواجدتَين بتندُوف، وهما مُبعدتين عن زوجَيهمَا، حيث يتعلق الأمر بالسَّالكَة محمّد سالم وسلِيمَة السوِيلم.. وإلى جوارهما أقدّم درع الاحتفاء بي لكل من رجَاء ومحسن، المراهقَين اللذان دخلا إلى قلوبنا، وكذا كل من يعيش مرحلة المراهقة التي تستلزم منّا أن ننصت ونحبّ بعيدا عن أيّ قساوة". انطلاق فعاليات ثالث مهرجانات السينما والذاكرة المشتركَة، عشيّة أمس، تمّ على إيقاع احتجاجات فعّلهما جمعويون بالمنطقة، زيادة على نشطاء صحفيّين مشتغلين انطلاقا من ذات المدينة الريفيّة وكذا وجوارها.. حيث تمّ رفع يافطات وشعارات تصف الموعد ب "مهرجان العَار"، لاستضافته سينمائيّيْن إسبانيّيْن سبق لهما أن شاركا ضمن أنشطة للبُولِيسَاريُو، زيادة على انتقادَات انصبّت في اتجاه تدبير المهرجان واعتُبرت "مسيئة للصحافة".. ما اضطرّ ضيوف المهرجان للمرور فوق "البساط الأحمر" على "إيقاعات الغضب".. لكنّ المفاجأة حضرت، على منصّة المهرجان بداخل المركب الثقافي لاَكُورنِيش، حين تمّ تقديم "اعتذار باسم المحتجّين" زيادة على "ترحيب بكلّ الضيوف". وقال رشيد احساين، الناشط الجمعوي المصرّح لهسبريس لحظة الاحتجاج، إنّ حضور معاديَين للوحدة الترابيَة المغربيَة بالنّاظور، وهما المشاركان ضمن فعاليات الدورة 11 من مهرجان الصحراء بتندُوف، يعدّ أمرا غير مقبول بالمرّة.. "استضافة هذين الاثنين هو أمر مستغرب، خاصّة أنه يقترن بمنطقة الريف ويمكن أن يؤثر عليها في سوء فهم قد تبدو ملامحه على المدَيَيْن القريب كما البعيد، وهذه إهانة لساكنة المنطقة ومشاعر كل المغاربَة" يورد رشيد. أمّا الجمعويّ عبد المنعم شوقي، وضمن تصريحه لهسبريس في بدايَة إبراز الغضب، فقد قال إنّه لا يمكن إلاّ الترحيب بمثل هذه الأنشطة الفنية والثقافية الكبرى بالمنطقة، قبل أن يستدرك: "حين يتم إدراج أسماء لها علاقة باستفزاز المغاربة ومعاداة الوحدة الترابية المغربية يكون لدينا موقف.. لذلك جاء المجتمع المدني والإعلام ليعبر عن استنكار استضافة إسبانيَين معرُوفَين بمساندة مرتزقة البوليساريُو وأطروحتهم الانفصاليَّة.. ألفنا تحركات معادي المغرب بإسبانيا، لكنّ ذلك غير مسموح به، بأموال المؤسسات العموميّة، فوق التراب المغربي عموما ومنطقة الريف بوجه خاص". وتركّز اهتمام الغاضبين على "إشكالات تنظيم" وكذا "مغربيَّة الصحرَاء"، بعيدا عن أي تطرّق لحضور الإسرائيلي سِيمُون سكِيرَا الذي تابع حفل الافتتاح وسط الصف السادس من كراسي المركب الثقافي لمدينة النّاظور.. وهو الحضور الذي سبق أن قال عنه عبد السلام بوطيَّب، باسم المنظّمين في تصريح خصّ به هسبريس، إنّه "ملتزم بمعاداة الصهيونيَّة" ومقترن ب "الدعوة إلى سلام شامل في منطقة الشرق الأوسط". "مفاجأة الافتتاح" كانت وسط القاعة متعدّدة الاختصاصات للمركب الثقافي لمدينة الناظور، وهذا أمام الحضور الذي أثثه ضيوف المهرجان الدولي من أكاديميّين وفنّانين، يتقدّمهم والي الجهة الشرقية وعامل الإقليم، إذ صعد فيصل المرسي ومحمّد الورياشي بصفتهما "ممثّلين للغاضبين" وقدّما اعتذارا أمام الجميع.. حيث ردّ الورياشي ما حدث، وفق كلمة مقتضبة ألقاها من على المنصة الرسمية للموعد، إلى "سُوء فهم". عبد السلام بُوطيّب، مدير الدورة الثالثة للمهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة، قال في افتتاحه للحدث إنّ ما وقع "يبرهن على وجود إجماع حول قدسيّة الوحدة الوطنيّة المغربيّة من طنجة إلى لكويرة".. واسترسل: "لاَ نقبل أن يزايد أي كان على مواقفنا الوطنيَّة، إذ أنّ استراتيجيّة اشتغالنا واضحة منذ انطلاقنا في العمل باسم مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطيَّة والسلم عبر الانفتاح على الجميع، حتَّى أولئك الذين يصنّفون مبدئيّاً من ضمن الأعداء". تكريمات عدّة شهدها رفع الستار عن الموعد السينمائيّ الدولي المقام بالناظور، وقد همّت، إلى جوار نعيمة لمشرقي، كلاَّ من الفنّانة لويزة بوسطاش والسينمائي خال تُورَابُولِي، إضافة لاحتفاء قرّر المنظمون الرافعون لشعار "أسئلة المتوسّط، هذا العام، أن يكون بتجربتي الانتقال الديمقراطي بإسبانيا وهيئة الإنصاف والمصالحة بالمغرب.. فيما كان اختتام "ليلة الافتتاح" بعرض للألعاب الناريَّة عرفته سماء بحيرة مَارتشِيكَا. ويستهلّ المهرجان الدوليّ للسينما والذاكرة المشتركَة، اليوم، تفعيل برنامجه الذي يقترن بندوة حول أوضاع مختلف المناطق بالفضاء المتوسّطيّ وكذا عروض للفنّ السابع زيادَة على أنشطة موازيَة تهم التكوين وتبادل الخبرات ضمن المجال السينمائيّ.. على أن يستطيل كل ذلك فوق مساحة زمنيّة من 6 أيّام قبل إسدار الستار عن دورة 2014 بالإعلان عن المتوَّجِين بجوائز "بحيرة مَارتشِيكَا".