تحت التصفيقات الحارة للجمهور الذي غصت به، يوم السبت، جنبات المركب الثقافي"لاكورنيش" بالناظور، توجت لجنة تحكيم المهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة، التي يترأسها وزير الثقافة السابق محمد الأشعري، الفيلم المغربي "Adios Carmen "وداعا كارمن"، لمخرجه محمد أمين بنعمراوي، بالجائزة الكبرى للفيلم الطويل "مارتشيكا". وفي كلمته المقتضبة بالمناسبة عبر المخرج الشاب محمد أمين بنعمراوي عن تأثره الشديد باختيار فيلمه "وداعا كارمن" ليكون الفائز بجائزة مارتشيكا، مشددا على أن الفضل يعود للجمهور الذي سانده وشجعه ولفريق العمل الذي اشتغل بروح حالية ترجمها النجاح الذي يلاقيه الفيلم أينما عرض، ليختم بالقول "عندما نريد أن نصل فإننا نصل"، ليدعو باقي فريق العمل للصعود للركح المحتضن لفعاليات الدورة الثالثة من المهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة والذي اختار له المنظمون شعار "أسئلة المتوسط". وتدور أحداث قصة "وداعا كارمن" في أواسط السبعينيات من القرن الماضي بضواحي مدينة الناظور، هي قصة مؤثرة للطفل عمران الذي يعيش وحيدا رفقه عمه، تجمع علاقة صداقة بينه وبين جارته التي تشتغل بصالة سينما فيتعلّق بها، وذات يوم قررت كارمن وهي من ضمن منفيي الحرب الإسبانية العودة إلى بلدها بعد موت الجنرال فرانكو، لتبدأ الحكاية مع عمران الذي لم يتحمل الفراق المفاجئ. كما فاز فيلم Adios Carmen بجائزة اللجنة العلمية، وجائزة أحسن دور رجالي للفنان سعيد المرسي المشارك في نفس الفيلم الناطق بالريفية مناصفة مع الممثل المصري عمرو واكد عن الفيلم الوثائقي"الشتا لي فات" لمخرجه إبراهيم البطوط، والذي تم منحه تنويها خاصا. وتم منح جائزة لجنة التحكيم للفيلم التركي الطويل الشاحنة الزرقاء الذي حصدت من خلاله الممثلة "لفنت أوغلو" على جائزة أحسن ممثلة، فيما تم منج جائزة البحث الوثائقي مناصفة بين الفيلم اليوناني الفاشية شركة مجهولة الاسم لمخرجه "أريس شاتزيستيفانو" و بين الفيلم الفرنسي على حافة العالم للمخرج كلاوس دريكسيل. وقد شهد الحفل الاختتامي للمهرجان الذي أسند تنشيط فقراته للفنانة المغربية لطيفة أحرار والممثل فريد الركراكي، تكريم الممثلة المغربية السعدية أزكون والفنانة أسماء الخمليشي وفريق عمل سلسة "راس لمحاين"، والذين عبروا عن سعادتهم بالتكريم،كما تم تكريم الفنانة التشكيلية نجاة الباز، فيما تخللت فقرات السهرة الختامية وصلات غنائية للفنان محمد الدرهم. وفي كلمته الختامية عبر عبد السلام بوطيب مدير المهرجان عن سعادته بنجاح التظاهرة وقال "من حقنا جميعا أن نعتز بالنجاح الذي حققناه، والمتمثل في وضع الناظور في قلب العالم لمدة أسبوع" وزاد" نجحنا في إثارة جديدة لبعض قضايانا القومية التي اعتمدنا في إثارتها على خلاصات هيأة الإنصاف والمصالحة، والتي أوصت بإبراز الهويات الجهوية كإستراتيجية أساسية للبناء الديمقراطي، وللحريات الفردية والجماعية والنضال من أجل الديمقراطية وثقافتها". وفي إحالة على تصريحات المؤرخ الإسرائيلي إيغال بن نون حول بعض رموز المغرب خلال إحدى ندوات التظاهرة السينمائية قال عبد السلام بوطيب "ورغم تجاوز البعض للخطوط التي رسمناها لأنشطتنا،فإن ذلك بنفسه تمرين في ضرورة استعمال الذكاء في التعامل مع القضايا الشائكة، خاصة عندما يسمح للمرء أن يكون له مجال ضيق جدا وملغوم، ذلك أن هدف مركز الذاكرة المشتركة هو خلق مساحات للحوار وتقريب المسافات بين الشعوب والدول" وختم بالقول "لن نتخلى عن مواقفنا المبدئية تجاه قضية الشعب الفلسطيني وإدانة مغتصب أرضه وضرورة التعايش السلمي في الشرق الأوسط".