و وداعا كارمن فيلم يحكي قصة من واقع منطقة الناظور و بالضبط حكاية حقيقية لمخرج الفيلم محمد أمين بنعمراوي أيام طفولته بمدبرة سينما أزغنغان. الفيلم الذي انتجته شركة ثزيري للإنتاج بالناظور لصاحبها ذ.محمد بوزكو نال ايضا جائزة الدور الثاني التي فاز بها الممثل و المؤلف الناظور سعيد المرسي و هو بالمناسبة أستاذ بمقر الطلبة المسلمين بمليلية. الجائزة الكبرى للدورة عادت لفيلم "الصوت الخفي" للمخرج كمال كمال و كذلك معظم الجوائز الاخرى، و لكن يكفي الفيلم الريفي شرفا بعد تتويجه انه نافس محترفي السينما المغربية الذين راكموا سنوات من الخبرة و أكد ان فناني الناظور قادرون على تحدي المستحيل و الانتقال من حال الى حال لو توفرت الظروف و الإرادة. من هذا المنبر أريفينو كتب متابعون نقدا، ربما عنيفا حتى، ضد بعض الانتاجات السابقة بالناظور و خاصة من تلك الشركات التي تعتبر الفن وسيلة فقط للإسترزاق و لا تجد فرقا كبيرا بين تسيير مشروع فيلم او تسيير عدد من الباعة المتجولين و بائعي الخضر على الحمير. كما ان بعض انتاجات ثزيري لاقت إنتقادا أيضا خاصة غنتاجاتها الرمضانية و سيتكوماتها و التي رغم انها تتطور سنة بعد سنة إلا أنها لا تزال بحاجة لنقلة كبرى كنقلة "وداعا كارمن". و اليوم، نقول ان إجتهاد فريق عمل ثزيري و مجموعة الفنانين و الفنيين في فيلم "وداعا كارمن" قد نقل صناعة السينما بالمنطقة الى مستوى جديد. و أبطال "وداعا كارمن" الذين استطاعوا العثور أخيرا على جزء من تلك الخلطة السحرية التي تجمع بين إحترافية العمل السينمائي و العودة لتاريخ المنطقة و إبداع الكاميرا و الحركة، سيكون لهم شأن آخر لو استمروا على هذا المنوال و ليبدأوا من هنا فنا جديدا. فلربما كانت هذه هي البداية الحقيقية. نجح الفيلم الروائي الطويل «وداعا كارمن»، لمخرجه محمد أمين بنعمراوي في أول تجربة عمل طويل، في إمتاع الجمهور الذي حضر لمشاهدته، ليلة الثلاثاء الأربعاء بسينما الريف بطنجة، على مدى مائة وثلاث دقائق وقف بعدها مصفقا له، بعد منحه فرجة سينمائية لم يذهب انتظاره لها سدى منذ بداية الدورة الخامسة عشرة من المهرجان التي ستستمر إلى غاية الخامس عشر من شهر فبراير.