في عالم السينما يمكن أن «ننطلق من حكاية بسيطة لنعانق العالمية» أكد محمد أمين بنعمراوي مخرج فيلم «وداعا كارمن «، يوم الأربعاء بالناظور، أنه «في عالم السينما يمكن أن ننطلق من حكاية بسيطة ومحلية جدا لنعانق العالمية»، على اعتبار أن مشاعر وأحاسيس الناس تبقى ذاتها وإن اختلفت الأمكنة التي يعيشون فيها. وقال بنعمراوي، بمناسبة عرض فيلمه «وداعا كارمن « ضمن فعاليات الدورة الثالثة للمهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة، «بغض النظر عن انتماءاتنا ومعتقداتنا، لدينا كبشر نفس المشاعر والحاجيات بل ونفس الإنشغالات». وأضاف مخرج الفيلم الطويل، الذي حصل على جائزة العمل الأول خلال الدورة الخامسة عشر للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة وعلى شهادة تقدير وتنويه خاص من قبل لجنة تحكيم مهرجان دبي السينمائي الدولي، أن هذا العمل يسلط الضوء على جانب من «التاريخ العريق والمعقد» بين إسبانيا والمغرب ويبرز مدى الحاجة إلى التعامل مع الذاكرة المشتركة كما هي، مشيرا إلى أن الفيلم يطلق «صرخة حب لشعبي البلدين ليتصالحا مع تاريخهما». ويحكي الفيلم ، خلال ساعة و43 دقيقة ، قصة الطفل «عمار» الذي سيجد نفسه وحيدا تحت رحمة خاله المتسلط بعد أن تزوجت والدته وهاجرت إلى بلجيكا ، لكن «كارمن» ستنتشله من عزلته وسط أقرانه ومحيطه ، بعد أن منحته شيئا من العطف وأخذت تصحبه باستمرار إلى مشاهدة الأفلام الهندية على الخصوص ب «سينما الريف» بمدينة «أزغنغان»، حيث كانت مهمتها بيع التذاكر رفقة شقيقها الذي كان يشرف على عرض الأفلام . ويصور الفيلم أحداثا وقعت في السبعينات ، حيث لجأ العديد من الإسبان إلى العيش بشمال المغرب، هروبا من ديكتاتورية فرانكو، لينسجوا على مدى سنوات علاقات إنسانية مع مغاربة طبعها حب متبادل ، رغم ما تخللها من «مناوشات» هامشية بين الطرفين لا تخرج عن إطار المخلفات الطبيعية للسياق السياسي حينها. ذروة الفيلم تبدأ سنة 1975 ، عشية تنظيم المسيرة الخضراء لاسترجاع الأقاليم الجنوبية وحينما أخذت أحوال فرانكو تسوء وسط اختلاف مواقف الإسبان من حكمه. تتوالى الأحداث بسرعة وتنظم المسيرة الخضراء ويسترجع المغرب الصحراء ويرحل فرانكو. الكثير من الإسبان قرروا العودة إلى بلادهم ومنهم كارمن، التي فارقت المكان والناس ... و»عمار» على مضض. ويشارك في الدورة الثالثة للمهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة سينمائيون من مختلف البلدان المتوسطية: المغرب والجزائر وتونس ومصر ولبنان وفلسطين والأردن وسوريا وتركيا وكرواتيا وإيطاليا والبوسنة وإسبانيا وفرنسا والبرتغال، ضيفة شرف الدورة. ويترأس محمد الأشعري لجنة تحكيم الأفلام الطويلة، التي ستمنح للفائزين الجائزة الكبرى «مارتشيكا» وجائزة أحسن دور رجالي وجائزة أحسن درو نسائي، في حين يترأس الفيلسوف خال ترابلي لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية، التي ستمنح للفائزين الجائزة الكبرى « ادريس بن زكري» وجائزة البحث الوثائقي. ويترأس المؤرخ المغربي الموساوي العجلاوي اللجنة العلمية التي ستمنح جائزة المركز لأحسن فيلم وثائقي أو طويل يقارب موضوع اشتغال مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية و السلم.