دعا ناصر الزفزافي قائد حراك الريف المحكوم بعشرين سنة سجنا، الى انجاح المسيرة المقررة في باريس يوم 26 اكتوبر المقبل، حسب ما جاء في رسالة نقلها عنه والده احمد الزفزافي. وقال قائد الحراك في رسالته : "إننا بصدد تنظيم مسيرة ستكون بإذن الله تعالى تاريخية بامتياز، وبفضل الجميع رجالا و نساء سنخلد محطتنا النضالية لاستشهاد الشهيد محسن فكري رحمه الله تعالى، و أولى لحظات بزوغ شرارة حراك الريف المجيد، و بهذه المناسبة الكبيرة و العظيمة نريد أن نصنع تاريخا آخر خاليا من كل الصراعات الإديولوجية التي لا تخدم إلا المخزن و عبرها يتيح الفرصة لتشتيتنا و زرع النعرات القبلية". واضاف "لا تجعلوا اليأس يسيطر عليكم و يكون عثرة أمام طريقكم فسبيلنا نحو الحريّة شاق و طويل، و اعلموا أن سلاح الصّبر و الأمل أقوى و به سنخوض معاركنا النضالية حتى تحقيق ما نرجوه، فشعبنا اليوم يمر بفترات عصيبة بإمكاننا كذلك أن نتغلب عليها و نتجاوزها إذا ما تركنا ما يدعو إلى الشقاق و التفرقة، و اعلموا أن انتصار أجدادنا و جداتنا على الإستعمار كان بدءا من ترك الصراعات القبلية و توحيد الصفوف لأن مصلحة الريف فوق كل اعتبار، حبي لكم لم يكن طمعا في شيء و إنما من منطلق إيماني بالتضحية من أجلكم جميعا كيفما كانت توجهاتكم، لكن ريفنا و وطننا في أمس الحاجة لمن يحبه عن صدق و يضحي لأجله، و يقدم ما يخدم المصلحة العامة على الخاصة، فوحدوا صفوفكم و تسلحوا بالإرادة و العزيمة تنالوا ما تصبون إليه، إني أناشدكم باسم الله و الوطن و مصلحة الريف و باسم شهداءنا الأبرار الذين استرخصوا حياتهم من أجلنا، أن تدعوا عنكم صراعات اللايفات و الهرولة نحو المنصَّات فكلكم للريف و الريف لكم، وحّدوا صفوفكم و صفّوا قلوبكم واخلعوا عنكم جلباب الأنانية و حب الذّات و دعوا عنكم التخوين و التّخوين المضاد، حتى لا تتحوّلوا إلى أضحوكة و يضرب بكم المثل بأشياء يستحي لساني من ذكرها". وتابع الزفزافي في ذات الرسالة "أما إذا كان هناك من يتعمد خلقَ الصراعات، فأقول له لا يمكن أن نصارع خنزيرا في بركة وحل فنتلوّث نحن و يستمتع هو، و لذلك وجهوا سهامكم نحو من تفنّن في تعذيبنا و اختطافنا و اغتصابنا و عمل على تهجيرنا، و لا تجعلوا للفئة الباغية و الطاغية و الشرذمة التي اختارت الرّكون إلى المخزن مكانا لها بينكم، و لتجعلوا من اختلافكم ما يخدم مصلحة الجميع.. أما من يحاولون أن يكونوا أسودا علينا و نعاجا على المخزن فمصيرهم كمصير الذين انكشف أمرهم و اتضح نفاقهم، و الذين ينشرون الإشاعات و السّموم و ينبشون في أعراض العائلات فإنهم كما يقول الله تعالى : إنهم ليقولون منكرا من القول و زورا (سورة المجادلة)، فلا يضرون إلا أنفسهم و لا يشعرون، و لهذا أدعو فضلا و ليس أمرا جميع الأحرار و الحرائر رجالا و نساء شبابا و شابات أطفالا و شيوخا، لإنجاح عرسنا النضالي يوم 26 أكتوبر 2019 بباريس من أجل كسر الحصار المطبِق على ريفنا من طرف المخزن و صمت المنتظم الدّولي، و لنجعل كذلك من هذه المسيرة رسالة لمن يهمّهم الأمر على أننا مقبلون على تنظيم مسيرات داخل وطننا في القريب العاجل إن شاء الله من أجل تحرير الوطن من الاستبداد، و ختاما أقول لكم : بكم أتنفس الحرية رغم ويلات السجن".