لم يَكلْ ناصر الزفزافي، "أيقونة" احتجاجات الحسيمة المدان ابتدائياً بعشرين سنة سجنا نافذة، من توجيه رسائلَ من داخل المعتقل، مُهاجماً هذه المرة من اعتبرهم "خونة الريف"، معلناً في الآنِ ذاته أنّه "متشبّث بقناعاتي ومبادئي التي بسببها أقضي عقوبة 20 سنة سجنا نافذا، ناهيكم عن التعذيب الإرهابي الذي تعرضت له"، داعياً إلى "الالتفاف حول الحراك ومطالبهِ والتشبث بما تفتضيه المرحلة لمجابهة كل التحديات والصعاب". الرّسالة، التي خَطّها أيقونة حراك الرّيف ونشرها والده على مواقع التواصل الاجتماعي، خاطبتْ مناضلي الحراك بضرورة قطعِ "الطريق على الانتهازيين والوصوليين ولا تصدّقوا أصحاب البلاغات السياسية ودكاكينهم"، داعية أيضاً إلى مقاطعة "مبادرات الأحزاب، فحراكنا نريده حراكا لجميع الأحرار والحرائر وليس لأصحاب المنفعة الخاصة الذين يتهافتون لتحقيق مآربهم الشيطانية، فهؤلاء يتخبطون في الفراغ وينشرون السموم والشكوك". وشدّد الزفزافي، الذي من المرتقبِ أن يُقفلَ ملفّه نهائياً مع إصدار الحكم الاستئنافي، على أنّ "أكثر ما ينخر جسد الريفيين ويشله عن الحركة ويجعله عاجزا على المضي قدما نحو تحقيق أبنائه وبناته مطالبهم المشروعة هي تلكم الأيديولوجيات التي تفرق أبناء وبنات الوطن الواحد ولا تصنع إلا التشرذم والتفرقة"، مبرزاً قوله "ما نراهُ اليوم من صراعات بين بعض المحسوبين على ريفنا عبر لايفاتهم الممسوخة ونقاشاتهم الهابطة لدليل على فراغ عقولهم وسعيهم لتشتيت لحمة الريفيين". وهاجمَ "أيقونة حراك الريف" من سماهم ب"المسترزقين الذين باعوا أنفسهم بثمن بخس دراهم معدودة، لا خير يرجى منهم؛ لأنهم لا يبتغون إلا تحقيق مصالحهم الذاتية والفئوية، والاغتناء على ظهورنا ومعاناتنا ومآسينا، لذلك فالريف لن يكون قويا بالعنتريات ولا باللايفات التافهة لبعض الذين لبسوا عباءة مولاي محمد بالمقلوب، والذين يحاولون عمدا تحوير النقاش، من نقاش يكشف ويفضح سياسات المخزن تجاه الريف من قمع واختطاف وحصار للمنطقة لما يقارب 60 سنة إلى إلهاء الجماهير وتضليلها بمواضيع حاطة من مستوى النقاش". وأورد الزفزافي أن "المخزن عادَ بأسلوب آخر ليوظف بعض الناطقين بالريفية، لخلق الشوشرة ولعب دور المناضل الريفي رغبة في خلق الشكوك لتشتيت اللحمة.. وهؤلاء لا يختلفون عما قامت به الزوايا ومشايخها الذين جيشهم المخزن ضد مولاي محند لإفشاله، حتى أصبحوا على خطى أجدادهم يعملون بلا ملل ولا كلل لإفشال حراك الريف وهؤلاء هم عقبة في سبيل كل حرية". وأكمل الزفزافي، من داخل معتقله: "الريف سيكون قويا بالالتفاف حول ما أقرته الجماهير الشعبية بالقول والفعل يوم 05/03/2017، حين اجتمعت على كلمة واحدة وقرار واحد وصوتت بالإجماع على ما يخدم مصلحة مستقبل ريفنا المضمن في الملف المطلبي الموحد لكل أبناء الريف"، مشيراً إلى أن "كل من يسعى إلى الانقلاب على شرعية الجماهير والديمقراطية إنما يفعل ذلك لتكريس الاستبداد وإرضاء للمخزن وقنصلياته التي تعمل جاهدة لخلق شرخ بين أبناء وبنات الدياسبورا المهجرين قسرا خارج وطنهم". وحيّا الزفزافي "أصحاب اللايفات الهادفة ذات النقاشات الصادقة الساعية إلى فضح الممارسات الخطيرة التي يقوم بها المخزن؛ ومن بينها ما وقع في السنوات الأخيرة في أيام عيد الفطر وعيد الأضحى ورمضان، ضاربا بالقيم الإسلامية السمحة عرض الحائط.. حربا عرقية أعلنوها ضد مواطنين ومواطنات عزل، مسالمين، كل ذنبهم طالبوا بمطالب اقتصادية واجتماعية وثقافية".