أحالت الضابطة القضائية التابعة للمركز الترابي للدرك الملكي بإمزورن، ثلاثة أشخاص على الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالحسيمة، متهمين بالضرب والجرح العمدي بواسطة السلاح المفضيين إلى الموت، وعدم تقديم المساعدة لشخص في حالة خطر وعدم التبليغ بوقوع جريمة والسكر العلني وحيازة المخدرات كل حسب المنسوب إليه. وجاء إيقاف المتهمين الثلاثة، بعد توصل عناصر الدرك الملكي بالمركز الترابي بإمزورن بإقليم الحسيمة، يوم 27 مارس الماضي، بإخبارية من قبل قائد قيادة آيت يوسف وعلي تفيد بالعثور على جثة هامدة بأرض خلاء بدوار آيت إبراهيم بجماعة لوطا بإقليم الحسيمة، وعليها آثار للعنف في الرأس. ومباشرة بعد ذلك انتقلت عناصر الدرك الملكي إلى المكان المذكور، وعمدت بعد وصولها إلى المكان إلى تطويقه من جميع الجهات بوضع حزام أمني ليتسنى لها القيام بالإجراءات اللازمة. وعاينت عناصر الضابطة القضائية جثة الهالك ممددة على الظهر، وعليها آثار العنف في أنحاء مختلفة، وكذا آثار الدم على الوجه وآثار جروح وخدوش في الظهر. كما أثار انتباه الضابطة القضائية كيس بلاستيكي صغير الحجم تحت الجثة يحتوي على مادة ” طابا ” وكيس آخر متوسط الحجم يحوي مخدر الكيف عبارة عن سنابل، وبجوارهما على بعد أمتار قبعة حمراء اللون ملطخة بالدماء وبجوارها قنينة خمر زجاجية فارغة، وقربها حجر به بقع دم متفرقة. وبمساعدة خليفة القائد وشيخ القبيلة، تمكنت عناصر الضابطة القضائية من التعرف على هوية الضحية البالغ من العمر 50 عاما. ومباشرة بعد الانتهاء من أخذ المعاينات والتدابير الحفظية، تقدم أمام الضابطة القضائية المشتبه فيه الرئيسي، الذي كانت تفوح من فمه رائحة الكحول بنسبة ضعيفة، وتبدو عليه آثار خدوش في يديه وكذا جرح بسيط في رأسه، إذ أفاد أنه يعرف الهالك، وأنه حضر جميع أطوار الجريمة التي أودت بحياته، مضيفا أنه قدم إلى مقهاه الشعبي في حدود الواحدة صباحا رفقة شخصين وهم في حالة سكر، مؤكدا أنهم احتسوا الخمر بمحله وشاركهم في ذلك، وقبل الانتهاء من جلستهم وقع خلاف ونقاش بينهم، ما جعله يطلب منهم مغادرة المكان، الشيء الذي استجاب له المعنيون بالأمر وهم يتبادلون السب والشتم. وأكد أنه وبعد مرور نصف ساعة سمع صراخا خارج المقهى، وبعد تتبعه مصدر ذلك، وصل إلى مسرح الجريمة، فعثر على الهالك ممددا على ظهره لوحده يشكو ألما في رأسه ووجهه وأنحاء مختلفة من جسمه، فيما لم يعثر على مرافقيه، ولم يبادر إلى تقديم المساعدة للضحية أو الإبلاغ عن الجريمة، وغادر المكان. وباشرت عناصر المركز القضائي للدرك الملكي بإمزورن تحرياتها بالاستماع من جديد للمشتبه فيه الذي وضع تحت تدابير الحراسة النظرية، رفقة اثنين آخرين تم إيقافهما بعد متابعتهما بتهمة عدم تقديم المساعدة لشخص في حالة خطر وعدم التبليغ بوقوع جريمة والسكر العلني والعمومي وحيازة المخدرات. وأقر الأخيران بعد الاستماع إليهما أنهما ولجا بمعية الهالك المقهى في ساعة متأخرة من الليل، وبعد احتسائهم كمية من الخمر، نشب خلاف بين صاحب المقهى والهالك سرعان ما تطور إلى خصام، ما أدى بالأول إلى توجيه ضربات متتالية بعصا للهالك وجره إلى خارج المقهى ليعيده مرة أخرى إلى داخل المقهى حيث أشبعه ضربا. وأضاف المصرحان أن الضحية أصيب بجروح وخدوش في مختلف أنحاء جسمه، ثم خرجوا من المقهى ليسقط بعدها الهالك في أرض خلاء. واعترف المتهمان بأن الهالك لفظ أنفاسه الأخيرة بسبب العنف الذي مارسه عليه صاحب المقهى، وأن لا علاقة لهما بموته، معترفين بأنهما لم يبلغا عن الحادث.