بعد التراجع الكبير الذي عرفه قطاع السياحة بالحسيمة خلال السنة المنصرمة، جراء التداعيات التي واكبت الاحتجاجات التي شهدها الاقليم، اغلق العديد من التجار محلاتهم، نتيجة شبح الافلاس المحتوم الذي ينتظرهم، مما عجل بهجرتهم صوب المدن الشمالية الاخرى، سيما اقاليم تطوان و المضيق و طنجة او الاتجاه الى الضفة الاوروبية بحثا عن فرص جديدة تسعفهم لانقاذ اسرهم، اما الباقية الباقية التي مازالت تفتح ابوابها في وجه "الزبناء"، فإنها تأمل انفراج الاوضاع خلال فصل الصيف المقبل الذي يفترض ان يعوض ما سبقه من ركود تجاري. و للتخفيف من هذا الاختناق الذي يشهده الوضع الاقتصادي بالإقليم، اطلق محمد احمجيق شقيق نبيل احمجيق المعتقل بسجن عكاشة، نداء على صفحات التواصل الاجتماعي، يدعو فيه الى تنظيم قوافل سياحية الى الحسيمة من باقي مناطق المغرب، للتخفيف و لو نسبيا من هذا الجمود المخيف، و هو الامر الذي قوبل باستحسان الكثيرين و اعتبروه محمودا لدلالاته الرمزية على اقل تقدير. و في سياق مرتبط بالموضوع، سبق و ان علمت شبكة "دليل الريف"، ان المجلس الجهوي السابق للسياحة الذي تراسه عبد المجيد الفقيري صاحب فندق "ميرابلاص"، قد قام بإنجاز دراسة حول كيفية النهوض بقطاع السياحة بإقليم الحسيمة و السبل الكفيلة لتطويره، باعتباره ركن مهم للنسيج الاقتصادي المحلي، و لمعرفة مال الدراسة اتصلنا بالرئيس، الا ان هاتفه لا يجيب و لا يرن، فيما اكد احد اعضائه السابقين في اتصال هاتفي عدم درايته بالموضوع و قال انه لم يسمع من ذي قبل عن شيء من هذا القبيل. و للإشارة فان المجلس الجهوي السابق للسياحة برئاسة عبد المجيد الفقيري، قد فوت سنة 2013 لمكتب دراسات اتى به القيادي "البامي" عزيز بنعزوز، صفقة انجاز دراسة بمبلغ 200 مليون سنتيم و التي لم تقدم بعد الى عموم المعنيين المباشرين بالقطاع، للاستفادة منها، مع العلم انه مرت خمس سنوات على انجازها، مما يطرح الكثير من التساؤلات حول جدوى هذه الدراسة الفلكية مقارنة بمردودها و التي كان من المفروض ان تصرف تكلفتها المالية في الدعاية للمنتوج السياحي المحلي و تطوير القطاعات المرتبطة بها، خصوصا قطاع الصناعة التقليدية الذي ظل الحلقة الاضعف في هيكل القطاع السياحي المحلي.