خرج عشية اليوم الأحد 09 ابريل الجاري، الآلاف من المحتجين بشوارع مدينة الحسيمة، في مسيرة "الأكفان من أجل الحياة" التي دعا اليها نشطاء الحراك الشعبي بالحسيمة. المسيرة انطلت من شارع محمد ابن عبد الكريم الخطابي وسط مدينة الحسيمة، بمُقدّمة نسائية مؤثّثة ببياض الأكفان، لتجوب عدد من الأحياء، بعد ان توقّفت للحظات أمام المقر الاقليمي للأمن الوطني، الذي كان مُحاط بترسانة أمنية مكثّفة، حيث رفع المحتجون هناك شعارات ضد "العسكرة" كما أطلقوا النار على أحد المسؤولين الأمنيين بالحسيمة، مُتّهمين اياه بالاعتداء على النساء والتلفظ بعبارات "عنصرية" ضد ابناء المنطقة، مُطالبين في هذا الصدد بتأديب المسؤول الأمني المَعني وإبعاده عن المنطقة. واخترقت المسيرة عدد من أحياء مدينة الحسيمة، بشعارات قوية تُطالب برفع "العكسرة" و تحقيق المطالب التي تخرج من أجلها الساكنة منذ أزيد من ستة أشهر، على رأسها مطلب معاقبة الجناة الحقيقيين في قضية محسن فكري، وإنشاء جامعة ومستشفى للسرطان ومعامل بالمنطقة، وكذا الغاء الظهير الذي تُعتبر بموجبه الحسيمة مدينة عسكرية، وغيرها من المطالب المُضمّنة في الوثيقة المطلبية الاقليمية. واختتمت المسيرة في ساحة عمومية أمام مدرسة عبد العزيز الورياغلي، بتجمع حاشد مؤثّثت ببياض الاكفاء وألوان اللافتات والأعلام، وهناك تناولت الناشطة سيليا الزياني الكلمة، حيث عبّرت عن اشادتها بالمشاركة المكثفة للمواطنين من مختلف مناطق الاقليم في هذه الخرجة الاحتجاجية، مُشدّدة على ضرورة وحدة الصف الريفي للمضي بالحراك نحو أهدافه المنشودة. ومن جانبه عبّر الناشط ناصر الزفزافي عن اعتزازه بالتلاحم الذي عبّرت عن ساكنة الاقليم في مسيرة اليوم، مؤكداً ان الأخيرة تُشكّل صفعة قوية للمخزن الذي حاول على حد تعبيره زرع التفرقة بين مناطق الاقليم، كما اشاد الزفزافي بمختلف الحركات الاحتجاجية وبالإقليم، مُشيراً الى ان اي مطلب تم تحقيقه في منطقة معينة بالإقليم يُشكل انتصاراً للحراك، وشدّد في الآن ذاته على ضرورة الالتحام على الحراك الشعبي والنضال على ارضية الملف المطلبي الاقليم. ودعا الزفزافي الى الحضور المكثف يوم الأربعاء المقبل ببني بوعياش، لاستقبال المعتقل محمد جلول الذي سيُغادر اسوار سجن تيفلت يوم الثلاثاء 11 ابريل الجاري، بعد ان قضى خمس سنوات وراء القضبان اثر اعتقاله عى خلفية حراك 2012 ببني بوعياش، كما دعا الى عقد اجتماع موسع للحراك يوم غد الاثنين بمدينة الحسيمة.