خرج مساء اليوم الأحد 05 مارس الجاري، الآلاف من المحتجين في مسيرة حاشدة جابت عدد من شوارع مدينة الحسيمة، في إطار الخرجات الاحتجاجية للحراك الشعبي الذي تشهده المنطقة منذ مقتل بائع السمك محسن فكري. المسيرة التي لم يُعلن عنها مُسبقاً انطلقت من أمام مقر المحكمة الابتدائية بالحسيمة، بالتزامن مع مثول المعتقلين على خلفية أحداث يوم الجمعة الماضي عقب مباراة فريق شباب الريف الحسيمي والوداد البيضاوي، حيث احتشد العشرات من عائلات المعتقلين الى جانب نشطاء متضامنين أمام مقر المحكمة، قبل ان تنطلق من هناك المسيرة الاحتجاجية. وجابت التظاهرة عدد من شوارع وأزقة مدينة الحسيمة، على وقع شعارات الحراك التي صدحت بها حناجر الآلاف من المشاركين الذي التحقوا بالمسيرة بعد انطلاقها، علاوة على أغاني أمازيغية ملتزمة كان المحتجون يرددونها بشكل جماعي بين الفينة والأخرى تحت أضواء الهواتف مُشكّلين صور احتجاجية مُبهرة. واتجهت المسيرة صوب مدخل الحسيمة "كلابونيتا"، و اختتمت هناك بتجمع حاشد وسط، حيث كانت المناسبة أمام النشطاء لعرض الملف المطلبي للحراك جماهيريا. وتضمن الملف التي عُرض على لسان الناشط ناصر الزفزافي، مطالب اجتماعية واقتصادية تهم القطاع الصحي والتعليمي وقطاع البيئة والتعمير والرياضة والثقافة ...، بالإضافة الى مطالب ذات بعد حقوقي وسياسي كمطلب إلغاء الظهير الشريف رقم 1.58.381 الذي يعتبر إقليمالحسيمة منطقة عسكرية، وغيرها من المطالب التي تهم منطقة الريف والجالية الريفية المقمية بالخارج. وأشاد الناشط في كلمته بالمشاركة المكثفة في هذه الخرجة وبالأخص المشاركة النوعية للمرأة، مُؤكدا في هذا الصدد أن النشطاء عازمون على الاحتفال باليوم العالمي للمرأة الذي يصادف 8 مارس بطريقتهم الخاصة، كما شدّد على أن الحراك سيستمر بطابعه السلمي إلى غاية تحقيق المطالب، مُشيداً في الوقت نفسه بالدعم الذي تُبديه الجالية الريفية المقيمة بالخارج للحراك. ولم يفوت الناشط الزفزافي الفرصة لإدانة أعمال العنف التي ارتكبتها بمدينة الحسيمة عناصر محسوبة على جماهير الوداد البيضاوي، مُؤكدا أن ما حدث كان مدبراً لاستهداف المنطقة وساكنتها، كما ندّد في هذا السياق بالطريقة التي تعاملت بها السلطات الأمنية مع ضحايا أعمال التخريب هذه، أثناء تقدمهم لدى مصالح الأمن لوضع شكايات في الموضوع.