عاشت مدينة الحسيمة يوم إستثنائي، تزامناً مع اليوم العالمي لحقوق الانسان والذكرى الاربعينية لوفاة بائع السمك محسن فكري. وكانت مدينة الحسيمة اليوم السبت 10 دجنبر الجاري، محجاً لآلاف المواطنين من مختلف مناطق الاقليم والمدن المجاورة، حيث تقاطرت قوافل من المحتجين والمتضامنين، على المدينة منذ الساعات الأولى من صبيحة اليوم. وعند إنتصاف النهار، أغلقت أغلب المحلات التجارية والمقاهي والمطاعم أبوابها، إستجاب لنداء نشطاء الحراك الاحتجاجي، في الوقت الذي كانت فيه جميع الطرق تؤدي إلى الساحة الكبرى وسط المدينة، التي بدأت تستقبل أولى طلائع المحتجين والنشطاء، الذين إستقبلوا بدورهم المواطنين الذين تقاطروا من ختلف حواضر وبوادي الاقليم، بشعارات الوحدة والتضامن. وخلق قطاع سيارات الأجرة الحدث بعد أن قرّر سائقو الطاكسيات نقل المواطنين بالمجان صوب موقع الاحتجاج، حيث إصطفت طوابير من سيارات الأجرة على طول الطريق الوطنية رقم 2 من بني بوعياش عبر امزورن و بوكيدارن و أجدير إلى الحسيمة، وعملت على نقل المئات من المواطنين بالمجان إلى مركز الحسيمة للمشاركة في تخليد الذكرى الاربعينية لمحسن فكري. وعلى وقع شعار "جماهير انضموا انضموا .. الشهيد ضحى بدموا" إنطلقت فعاليات اليوم النضالي التخليدي، الذي استهل بندوة صحفية عقدها نشطاء الحراك بالحسيمة، الذين أجابوا عن مجموعة من التساؤلات المرتبطة بالحراك التي تقلها ممثلوا وسائل الإعلام. وبعد ذلك إنطلق الجميع في مسيرة حاشدة، بمشاركة عشرات الآلاف، جابت مجموعة من الشوارع الرئيسية بالمدينة، وتوقفت أمام مقر الأمن الاقليمي ومقر المحكمة الابتدائية، كما توقفت أمام مقر محكمة الاستئناف والمقر الاقليمي للدرك الملكي ، حيث رفع المتظاهرون البطائق الحمراء في وجه المسؤولين في هذه المرافق كتعبير رمزي عن التذمر والاستياء. وعادت المسيرة إلى الساحة الكبرى، حيث اختتمت هناك بكلمات ألقاها مجموعة من النشطاء، الذين أجمعوا على الاشادة بنجاح هذه المحطة الاحتجاجية وسلميتها، مشدّدين على ضرورة مواصلة الخيار الاحتجاجي إلى غاية إنتزاع المطالب الاجتماعية والاقتصادية لأبناء المنطقة.