جدد سكان الحسيمة مطالبتهم السلطات المحلية والجماعة الحضرية للمدينة، بالعمل على إيجاد حلول آنية ومستعجلة لإحداث مقبرة بالمدينة. ويأتي إلحاح السكان، البالغ عددهم أزيد من 500 ألف نسمة، بعدما صادق المجلس البلدي لأجدير، خلال دورته العادية لماي، على مقرر يمنع بموجبه على سكان المدينة دفن موتاهم في مقبرة المجاهدين بأجدير. وازدادت معاناة السكان بذلك القرار، إذ لم تعد مقبرتا الحاج يحيى ب"تغانيمين" و"صباديا" بالحسيمة، قادرتين على استيعاب موتى جدد نتيجة امتلائهما عن الآخر. ويجد أهالي الموتى بالحسيمة صعوبة في الترحم على ذويهم، جراء الإهمال الشديد الذي لحق كل مقابر المنطقة بدون استثناء. وتوسعت الأحراش والنباتات بشكل ملفت في مقبرتي " تيغانيمين " و"المجاهدين" بأجدير، فصاروا يجدون صعوبة في التعرف على قبور أهاليهم. وعبر بعض سكان الحسيمة عن استيائهم من بعد موقع مقبرة الحاج يحيى، حيث يجري حاليا دفن الموتى، إذ توجد في منطقة بعيدة، وسط أراض عبارة عن تلال مرتفعة، إضافة إلى افتقارها إلى أبسط شروط الرحمة، فالطريق إليها وعرة. وعلى خلفية الوضعية المزرية لمقبرة "تغانيمين "وانعدام مقبرة بالحسيمة، غالبا ما يتحول دفن الموتى إلى لحظات محاكمة تقصير المسؤولين المحليين، بسبب عدم تخصيصهم بقعة أرضية لإقامة مقبرة. وأكد العديد من المواطنين بالحسيمة الحاجة الملحة إلى مقبرة، مبرزين أن إحداثها يعد من أولويات المطالب الإنسانية لسكان المدينة، وتساءلوا عن الأسباب الحقيقية الكامنة وراء فشل السلطات المحلية في انتزاع جزء من الأراضي التابعة للجماعة الحضرية أو الخواص واستغلالها مقبرة.