بعدما تنفس أهل الريف الصعداء جراء ما عانوه من الضربة الأرضية العنيفة التي عرفتها المنطقة آواخر شهر يناير المنصرم و ما تلاهى من هزات إرتدادية متتالية أقنعت المواطنون لكثرتها أنها مسألة عادية تدخل في حياتهم اليومية، خصوصا و أن معرفة شدة و توقيت أية هزة أصبح أمر سهل المنال بسبب خدمات الموقع الرسمي للمعهد الجغرافي الوطني الإسباني الذي ينشر جميع المعطيات المتعلقة بالزلازل. هذه الهزات لم تمر مرور الكرام على منازل إقليمالحسيمة، فقد وسعت من عمق الشقوق الموجودة على مستوى هياكل المنازل و الناجمة عن زلزالي 1994 و 2004، لاسيما المباني القديمة و العشوائية...، و عوض أن تتدخل الدولة من أجل مراقبة هذه المباني و إتخاذ خطوات من شأنها أن تقوي من متانتها قصد إجتناب أي خسائر بشرية نتيجة أي هزة أرضية محتملة في هذه المنطقة النشيطة زلزالياً، التجأ المسؤولين بالمقابل إلى مفاجأت ساكنة مدينة الحسيمة و مدينة بني بوعياش...، بالهزات الأرضية التي تخلقها الجرافات القوية، بدعوة إصلاح قنوات المياه الصالحة للشرب أو إصلاح جنبات الشوارع...، في الوقت الذي لم يراعي فيه هؤلاء هلع السكان و لا وضعهم النفسي، الشيء الذي نجم عنه العديد من الاصطدامات بين المواطنين و مسؤولي الشركات التي تشرف على هذه المشاريع. الغريب في الأمر أنه سبق و أن اشتكى المواطنون من الأضرار التي لحقت بمنازلهم بسبب هذه الجرافات في محاكم الحسيمة، خصوصا في مدينة الحسيمة التي شهدت عدة حالات مماثلة، إلا أن السلطات المختصة من مؤسسات الدولة و مجالس منتخبة إستمرت في عدم الإضافة لدفتر التحملات شرط متعلق بمنع إستعمال هذه الآلات الضخمة و القوية بالمحاذاة من أساسات المنازل نظرا للأضرار التي تلحقها بالمباني، و حتى إذا تم إدراج هذا المنع في كناش التحملات فإن المقاولون لا يلتزمون به لطمعهم في ربح أكثر و إنفاق أقل في ظل فقر الرقابة. و إذا كتب على أي مواطن رفع دعوى قضائية ضد مثل هذه الشركات بسبب الأضرار السالفة الذكر، فان مصيره سيكون الانتظار الطويل الأمد سيمتد لا محال عقود من الزمن، و إذا انتهى الأمر سريعا فإن النتيجة و الحكم سيكون لصالح الشركة التي تخصص جمهورا من المحامين لهذا الشأن، ولتجنب كل هذه السيناريوهات فان العديد من المواطنين يدعون السلطات المختصة الى منع إستعمال هذه الآلات الضخمة و القوية بمحاذاة المنازل التي في حاجة إلى تقوية عوض خلخلتها وسط المئات من الهزات الارتدادية التي لا يشعر بها إلا الجبال و البنيان.