اهتزت الارض، صباح امس، بالجزائر مما خلف حالات من الهلع والفزع لدى ساكنة العاصمة والبليدة والولايات الوسطى المجاورة لهما كالمدية وبومرداس وتيبازة والبويرة.. وقالت مصادر محلية ان السكان شعروا صبيحة أمس، ب3 هزات أرضية أولاها بقوة 3، 3 على سلم ريشتر، كانت في حدود الساعة السابعة و33 دقيقة، وحدد موقعها ب3 كلم شمال غرب حمام ملوان بولاية البليدة، ثم تبعتها هزة أخرى في حدود الساعة التاسعة بقوة 8ر4 على سلم ريشتر حدد موقعها بمنطقة الشبلي بولاية البليدة..
وبعد ذلك تبعتهما هزة أخرى أقل ارتدادا في حدود العاشرة صباحا، وذلك حسب ما أشار إليه بيان مركز البحث في علم الفلك والفيزياء الفلكية والجيوفيزياء بالجزائر..
وكانت المنطقة، تضيف ذات المصادر، قد شهدت الجمعة الفارط، وقوع هزة أرضية بلغت شدتها 7ر4 على سلم ريشتر وحدد مركزها بضاحية الشبلي بولاية البلدية، تبعتها عدة هزات ارتدادية كان آخرها الأحد المنصرم بحمام ملوان بقوة 5ر3 درجات.
وتأتي هذه الهزات لتزيد من مخاوف الجزائريين، وبالأخص سكان الولايات الوسطى، الذين تطاردهم حالات الفزع المتكررة، حيث لا يمر شهر إلا ونسمع عن هزة بولاية معينة تحدث ارتباكا وسط القاطنين بالسكنات الهشة والعتيقة المبنية أغلبها في الحقبة العثمانية والاستعمارية بعدما أصبحت أكثر من هاجس يهدد حياتهم..
جرحى وانهيارات وتشققات وإغماءات.. ومرعوبون يرفضون العودة إلى منازلهم
وأوردت جريدة الشروق ان سكان ولاية البليدة وبالأخص سكان بلدية حمام ملوان، استيقظوا على وقع 3 هزات أرضية، كان اعنفها تلك الهزة التي ضربت المنطقة في حدود الساعة التاسعة صباحا بقوة 4.9 على سلم ريتشر، حدد مركزها بثلاثة كيلومترات جنوب مدينة الشبلي، وأدت إلى نحو 26 اصابة وسط مذعورين، ووقوع أضرار مادية معتبرة، حيث عاش السكان حالة من الرعب والهلع، وأعادت إلى الأذهان صورة زلزال رمضان ما قبل الماضي.
وكانت الساعة، تضيف الجريدة، تشير إلى التاسعة والنصف عندما وصل طاقمها الصحفي إلى منطقة "الماقرونات" الواقعة عند مدخل بلدية حمام ملوان، حيث وجد عشرات السيارات والمواطنين امام الصخور التي تساقطت من أعلى الجبل وحالة الهلع بادية على وجوههم من وقع الصدمة.. الكل كان يريد المرور إلى الجهة المقابلة والوصول إلى مدينة حمام ملوان بغية الاطمئنان على حالة وسلامة عائلاتهم، الكل كان يتحدث عن الهزات المتتالية والمستمرة التي اصبحت تعرفها المنطقة وما أثارته من فزع شديد.
انقطاع طريق بوڤرة حمام ملوان
وتسببت الهزة الأرضية العنيفة التي ضربت مدينة حمام ملوان، في انسداد الطريق الذي يربطها ببلدية بوڤرة، عند النقطة المرورية المعروفة بالماقرونات، بعد سقوط صخور وانهيار الأتربة من أعالي الجبال المحاذية للطريق، وأدى إلى عزل منطقة حمام ملوان عن المناطق الأخرى، ما حتم على سكانها سلك طريق جبلي طويل عبر "حي تابينت" للوصول إلى مستشفى مدينة بوڤرة لتلقي الإسعافات الأولية، وأكد سكان منطقة حمام ملوان أن الزلازل وتساقط الأمطار وارتفاع منسوب مياه الوداي يعزلهم كل مرة عن بقية الأحياء المجاورة، في ظل تماطل السلطات المعنية والمؤسسة المقاولة المكلفة بمشروع تعبيد الطريق الجديد.
تشققات بالمنازل وإغماءات وهلع
وسببت الهزة الأرضية التي مست حمام ملوان حالة رعب وهلع بين اوساط السكان الذين خرجوا من ديارهم مفترشين أرصفة الطريق العام وكلهم ترقب لهزات ارتدادية مصاحبة للهزة الأولى، وكحصيلة أولية للأضرار التي خلفها الزلزال إصابة امرأة اثر انهيار سور منزلها بمنطقة مقطع الأزرق وتسجيل سقوط امرأة حامل، هذا فيما استقبلت مصالح المؤسسة الاستشفائية لمدينة بوڤرة 27 حالة تم اسعافهم والتكفل بهم، هذا فيما تم تسجيل انهيارات جزئية بالمنازل القديمة التي يعود تاريخ تشيدها إلى الحقبة الاستعمارية، وتشقق جدران المرافق العمومية والمنازل، خاصة العمارات المتواجدة بحي 32 مسكنا.
وخيمت حالة من الرعب والهلع مجددا على أحياء العاصمة والمدن المجاورة لها، بعد ما اهتزت الأرض مرة أخرى، صبيحة أمس، لثلاث مرات متتالية، ليجد المواطنون أنفسهم يركضون في الشارع، مستذكرين سيناريو الهزات الارتدادية المتتالية لزلزال بومرداس...
وخلف النشاط الزلزالي الأخير، الذي تعرفه العاصمة والولايات المجاورة لها، حالة من الخوف لدى المواطنين، حيث أكد الخبير في الكوارث الطبيعية ورئيس نادي المخاطر الكبرى، عبد الكريم شلغوم، أنه بات من الضروري على الشعب الجزائري أن يتعايش مع الزلازل لوجود الجزائر على خط النار والمنطقة معروفة بنشاطها الزلزالي القوي، معتبرا الزلزال الذي هز العاصمة صبيحة أمس، بالطفيف والعادي وستشهد الجزائر العديد من الزلازل متفاوتة الشدة خلال السنوات القادمة.
وأضاف المتحدث بأن الدولة مطالبة باتباع سياسة وقائية للحماية من الزلازل بعد أن ثبت عجزها عن تسيير الأمور وعدم جاهزيتها خلال زلزال 2003. وتوقع المختص أن تستمر الهزات الارتدادية خلال اليومين القادمين، مطالبا المواطنين بالتزام الهدوء. كما وجه شلغوم جملة من النصائح إلى المواطنين في حالة وقوع هزة أرضية عنيفة أو كما وصفها بالزلزال الكبير فعليهم أولا تقبل الزلزال وعدم الخوف أو الفزع والتزام الهدوء، مع ضرورة مغادرة جميع العمارات من دون استثناء، وبالأخص القديمة والتي تعود إلى الحقبة الاستعمارية فورا، لأنها تشكل خطرا كبيرا على قاطنيها، فهي الخطر القاتل وليس الزلزال يقول المختص، مع تفادي التدافع والركض على سلالم العمارة والانتظار إلى حين انتهاء الهزة والابتعاد عن البنايات للعودة مجددا إلى الديار.
وحذر رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث العلمي، البروفيسور مصطفى خياطي، المواطنين المصابين بداء السكري، ضغط الدم، أمراض القلب والأطفال من الإصابة بالهلع والتوتر الشديدين أثناء حدوث الهزات الأرضية. وطالب المختص المواطنين بالاستعداد النفسي لهذه الأحداث الطبيعية بترسيخ فكرة التعايش مع الزلازل حتى لا تحدث تعقيدات ومضاعفات صحية لديهم. ودعا المختص إلى تشكيل لجان من المختصين النفسانيين ونشرهم عبر أحياء المناطق المعروفة بنشاطها الزلزالي لمساعدتهم على امتصاص الخوف والهلع.
وصف سكان حمام ملوان، تقول الجريدة، الهزات الأرضية التي تعرفها منطقتهم، بغير العادية، حيث أرجعوا سببها إلى الأشغال التي يقوم بها أحد الخواص من أجل بناء حمام ونزل وآبار بالمنطقة، وإقدامه على ردم وغلق الأنابيب والمنابع المائية القديمة، ما أدى إلى انفجار المياه الجوفية الساخنة المتواجدة بحمام ملوان، وطالبوا من السلطات الوصية بإيفاد لجنة وزارية مختصة من أجل فتح تحقيق معمق في القضية، كما أشاروا إلى مشروع السد المائي الذي تم بناؤه مؤخرا، حيث أكدوا بشأنه أنه يعد سببا من الأسباب كونه أدى إلى ارتفاع منسوب المياه بالمنطقة واختلاطها بمادة الكبريت التي تزخز بها جبال المنطقة.
وطالب رئيس بلدية حمام ملوان ابراهيم عميش، السلطات الوصية بالتدخل العاجل، بغية ترحيل العائلات التي تعيش داخل بيوت قديمة آلية للسقوط في أي لحظة، خاصة تلك التي يعود تاريخها إلى الحقبة الاستعمارية، في ظل استمرار الهزات الأرضية التي عرفتها المنطقة في ظرف وجيز، وفي نفس السياق طالب بإيفاد لجنة لمعاينة الأضرار التي أصابت المرافق العمومية ولحقت بالمساكن الجديدة على غرار حي 32 مسكنا، بغية مساعدتهم والتكفل بترميمها.
بوناطيرو: زلزال ضمن دورة 11 سنة لنشاط الشمس
وأكد خبير علم الفلك والجيوفيزياء، لوط بوناطيرو، في بيان له على حسابه الخاص بالفايس بوك، أن هاتين الهزتين تابعتان للنشاط الموسمي المرتقب والمعلن عنه منذ أيام في وسائل الإعلام المختلفة وهو متزامن مع دورة 11 سنة لنشاط الشمس النووي وكذا اقتران الشمس بالقمر لشهر ربيع الأول 1436 الذي حدث في الساعة 2 و 36 دقيقة من صباح اول امس.
وأضاف بوناطيرو أنه سبق وأن تم الإعلان منذ 2003، أنه في 2014 سوف يعود النشاط العالمي والمحلي إلى التفعيل، فما يحدث اليوم أن كل شيء يحصى بالعلم وأن نظريته المبتكرة - حسبه - حول الكوارث الطبيعية تتجسد ميدانيا.
ونظرا إلى التباين الحراري بين فصل الصيف الذي كان ساخنا وفصل الشتاء الممطر، فيتنبأ بتواصل النشاط، مشيرا أن هذا الأخير يصنف في قلب المحيط المتيجي للعاصمة الجزائر ضمن الزلازل الناتجة عن الضغط في المياه الجوفية للوديان الباطنية للأرض عندما تلتقي بنظيرتها، المياه الممطرة الباردة التي سقطت مؤخرا، محدثة عملية ضغط في الصخور لتنفجر العملية على شكل هزات متفاوتة.
وأكد الباحث بمركز البحث في علم الفلك والفيزياء الفلكية والجيوفيزياء، محمد حمداش، خلال تصريحاته لوكالة الأنباء الجزائرية، أنه عند تسجيل زلزال معتدل يمكن لهذا الأخير أن يثير في بعض الأحيان نشاط هزات ارتدادية بقوة أقل من الهزة الرئيسية، مضيفا أن هذه الهزات الارتدادية قد تستمر مع الوقت إلى حين استعادة المنطقة لتوازن الصفائح، موضحا أن الهزات الارتدادية ينجم عنها تحرر كمية من الطاقة المخزنة التي ستنفد مع مرور الوقت لتعود المنطقة إلى طبيعتها.
المركز الأورو متوسطي لرصد الزلازل يسجل 4 هزات بالجزائر
أظهر موقع المركز الأورو متوسطي لرصد الزلازل، أن الجزائر سجلت اول أمس، 4 هزات أرضية في أقل من 24 ساعة، عكس ما كشف عنه مركز البحث في علم الفلك الذي تحدث عن هزتين، ويشير المركز أن الفترة سجلت العديد من الهزات الأخرى بمختلف مناطق العالم منها الشيلي، اليونان، مونتينيغرو، سربيا، أرمينيا، الأرجنتين بالإضافة إلى 5 هزات أخرى شهدتها مناطق مختلفة من دولة تركيا تراوحت شدتها من 2 إلى أكثر من 4 على سلم ريشتر، أما بالجزائر فيذكر المركز أن يوم الثلاثاء شهد 4 هزات، الأولى كانت في حدود الساعة 7 و33 دقيقة بشدة 8ر3 على سلم ريشتر، حدد موقعها على بعد 5 كلم من بلدية الدويرة، الثانية في حدود الساعة التاسعة صباحا بقوة 4. 9 وحدد موقعها ب 9 كلم على منطقة بوينان بالبليدة، أما الهزة الثالثة فسجلت في الساعة 9 و33 دقيقة عن بعد 2 كلم من منطقة الأربعاء بالبليدة بشدة 9ر3 على سلم ريشتر في حين حددت الهزة الرابعة في حدود 9 و59 دقيقة بقوة 4. 7 عن بعد 13 كلم عن منطقة بوقارة.