لقي الرئيس البولندي، ليخ كاشينسكي، مصرعه، إثر تحطم طائرة كان يستقلها مع عدد من كبار المسؤولين البولنديين، أثناء هبوطها في أحد المطارات غربي روسيا السبت، فيما أكد رئيس الوزراء الروسي، فلاديمير بوتين، أنه سيقود بنفسه فريق التحقيق في "الحادث. وتحطمت الطائرة التي كانت تقل الرئيس كاشينسكي وعقيلته والوفد المرافق لهما، أثناء هبوطها في مطار "سمولينسك" العسكري غربي روسيا، على بعد 400 كيلومتر من العاصمة الروسية موسكو، وسط أنباء أفادت بأن الطائرة، من طراز "توبوليف 154"، ارتطمت بقمم الأشجار بسبب الضباب الكثيف. وقال الناطق باسم الخارجية البولندية، بيوتر بيزكاوسكي: "يرجح أن جميع من كانوا على متن الطائرة قضوا نحبهم"، وأضاف، في اتصال مع CNN: "يبدو أن الطائرة اصطدمت ببعض الأشجار خلال اقترابها من المطار، وقد اشتعلت فيها النيران"، وتابع قائلاً: "مع الأضرار الظاهرة عليها فإنه من المستبعد نجاة أي من ركابها." وقال وزير شؤون الطوارئ في الحكومة الروسية، سيرجي شوغوي، إن حادث تحطم طائرة الرئيس البولندي أسفر عن سقوط 97 قتيلاً، فيما كانت أنباء سابقة قد أشارت إلى أن الطائرة كانت تقل على متنها 87 شخصاً.ن وفي العاصمة البولندية وارسو، دعا رئيس الحكومة، دونالد توسك، جميع الوزراء إلى اجتماع طارئ، لدراسة تداعيات الحادث، في وقت جرى الإعلان فيه عن تسلم رئيس البرلمان البولندي، برونيسلو كوموروسكس، مهام رئاسة البلاد. أما في موسكو، فقد أعلن الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف حالة الحداد العام الاثنين المقبل، لتأبين الرئيس البولندي وضحايا الطائرة، وفق ما نقلت وكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء، فيما أعلن المكتب الصحفي في "الكرملين"، أن رئيس الحكومة الروسية سيتولى قيادة فريق التحقيق في تحطم طائرة الرئيس البولندي. ونقل المكتب عن بوتين قوله: "الحادث يشكل في حقيقته مأساة مروعة، لقد تحدثت مع رئيس الوزراء البولندي، وقدمت له التعازي"، وأشار إلى أن توسك طلب زيارة موقع تحطم الطائرة، وقال: سوف نقوم بتفقد الموقع معاً"، كما أضاف أنه سيتم نقل الجثث إلى موسكو لتحديد هوياتها. من جانبها، قالت لجنة التحقيق الروسية التابعة لمكتب الإدعاء العام في البلاد، إن الطائرة كانت تحاول الهبوط في أجواء غير مناسبة بسبب الضباب الذي خيم على المنطقة. وقال المكتب الإعلامي للرئاسة الروسية، إن الرئيس ميدفيديف، "أطلع مباشرة على الملف ووجه وزير الحالات الطارئة إلى مكان الحادث"، الذي وقع خلال توجه كاشينسكي إلى روسيا، في زيارة خاصة للمشاركة في الذكرى السبعين لضحايا "غابة كاتين"، التي تبعد 14 كيلومتراً غربي مدينة سمولينسك. وكانت الغابة مسرحاً لأحداث دامية خلال الحرب العالمية الثانية، ويُعتقد أن عدداً كبيراً من ضباط الجيش البولندي قتلوا خلالها.