لا يزال مسلسل معاناة الجالية المسلمة المقيمة في إسبانيا مستمرا مع قلة المقابر الإسلامية. وفي هذا الصدد، طالبت الجمعية المغربية لحقوق المهاجرين في إسبانيا مجلس مدينة بويرتويانو، ببناء مقبرة إسلامية، وذلك عبر عريضة تضم المئات من التوقيعات تم نشرها على موقع “Change ” العالمي. وأكدت الجمعية غير الربحية التي تهدف إلى تلبية احتجاج المعرضين للخطر أو الذين يعانون الإقصاء الاجتماعي، أن الإسلام مثله مثل الديانات الأخرى ويجب على الميت أن يدفن خلال 24 ساعة، وفقا للطريقة الإسلامية، وأوضحت أن “الموت في الإسلام هو خطوة نحو الحياة الأبدية”، ويجب قبل دفن المتوفى أن يمر عبر عدد من الاجراءات أهمها “غسل وتطهير جسمه تماما وفقا للتقاليد وبمنتجات طبيعية، مع توضئته، ثم يلف في الكفن وعدم لمس جسده بطريقة مباشرة، مع وضعه في القبر دون تابوت وأن تكون جثته موجهة نحو مكةالمكرمة وفقا لما جاء به الدين”، تشرح الجمعية في إشارة إلى وجود عدد من جثامين المسلمين دون دفن. وأوضح المصدر ذاته، أنه “يجب على كل شخص مسلم أن تتم عملية غسله وتطهيره على يد مسلم من نفس جنسه، ويكون الدفن للرجال فقط”، مع القيام بعملية الزيارة خلال ثلاثة الأيام الأولى بعد الدفن، وبعد مرور 40 يوما على الموت “، هذه هي الأمور التي نطالب بها وهذه هي شروط دفن المسلمين، وهذا هو المعتاد والشائع في جميع البلدان”. وأمام غياب الأماكن الخاصة بالقيام بمراسيم دفن الميت المسلم في إسبانيا، وانعدام المقابر الإسلامية، تواصل الجمعية المغربية لحقوق المهاجرين “نضالها” قصد الحصول على ترخيص خاص بالحصول على مقابر لدفن موتاهم. وكشف تقرير صادر عن اتحاد الجالية الإسلامية في إسبانيا والمرصد الأندلسي، نهاية العام الماضي، أنه وأمام غياب المقابر الإسلامية في البلد، يضطر المسلمون إلى ترحيل موتاهم، حيث إن عمليات ترحيل الموتى المغاربة وصل خلال السنوات الأخيرة إلى 90 في المائة، بتكاليف فاقت أربعة آلاف أورو، ما يفوق 4 ملايين سنتيم. ويعيش في إسبانيا أكثر من 1.7 مليون مسلم، 50 في المائة منهم مغاربة، و30 في المائة إسبان، و20 في المائة من جنسيات أخرى.