تطالب الجالية المغربية المقيمة بمدينة ليون، شمال شرق إسبانيا، ببقعة أرضية من أجل دفن موتاها.. إذ أن جل العائلات لا تستطيع تحمل تكاليف ترحيل جثامين أقربائها المتوفين إلى المغرب، قصد دفنها في مسقط رأسها، خاصة في هذه الأيام، التي تعيش فيها إسبانيا أزمة اقتصادية حادة، حسب ما أوردته يومية "إيل نورتي دي كاستيا" الإسبانية. وكانت الجمعية الثقافية المغربية "ابن خلدون" تقدمت بطلب، منذ أزيد من ثلاث سنوات، إلى السلطات المحلية، للحصول على قطعة أرضية في مقبرة مدينة ليون لدفن أموات المسلمين. وتوجد في مدينة ليون مقبرة إسلامية صغيرة، أنشئت خلال الحرب الأهلية الإسبانية (1936- 1939) من أجل دفن الجنود المغاربة، الذين حاربوا إلى جانب الجنرال فرانكو. ويقدر عدد الجنود المغاربة المدفونين في هذه المقبرة بحوالي 70 جنديا، غير أن هذه المقبرة لم تعد تسع لدفن أموات جدد حسب الطقوس الإسلامية. وأفاد رئيس جمعية "ابن خلدون"، سعيد الزكري، في تصريحات ليومية "إيل نورتي دي كاستيا" الإسبانية، أن تكاليف ترحيل الجثامين إلى المغرب مرتفعة جدا، إذ تتراوح بين 500 و600 أورو، وهو المبلغ الذي تعجز الكثير من العائلات المغربية عن أدائه بسبب الأزمة الاقتصادية، ما يتسبب في بقاء بعض الجثامين في ثلاجات مستودع الأموات لمدة تصل أحيانا إلى أسبوعين، في انتظار جمع تبرعات قصد الترحيل. وتفيد المعطيات بأنه لا يوجد سوى اثنين من المقابر الخاصة بالجالية الإسلامية فوق مجموع التراب الإسباني، إحداهما في بلدة غرينيون، قرب العاصمة مدريد، وأخرى في مدينة فوينخيرولا (كوسطا ديل الصول)، ووفرت أراضي هاتين المقبرتين من قبل المغرب والمملكة العربية السعودية. وبالإضافة إلى المقبرتين المذكورتين، توجد تسعة أماكن لدفن المسلمين داخل المقابر البلدية، التي تتوزع على مناطق أستورياس، وجزر البليار، وجزر الكناري، وكاطالونيا، وسبتة المحتلة، وإيسترامادورا، ومليلية المحتلة، وفالينسيا، وإقليم الأندلس. غير أن هذه المقابر البلدية لا تسمح سوى بدفن المهاجرين المسجلين لدى البلديات.