أدانت المحكمة الابتدائية بالناظور، أخيرا، مهاجرا بالديار الأوروبية بشهرين حبسا نافذا بتهم تتعلق بإهانة موظفين عموميين أثناء مزاولة مهامهم ورفض الامتثال لأوامر الشرطة والسب والقذف. ووفق ما استقته «الصباح» اقتنع القاضي الجنحي المقرر في الملف بالتهم المنسوبة إلى الظنين الحامل للجنسية الاسبانية، وقضى في حقه بالعقوبة سالفة الذكر. وكان دفاع المهاجر، المحامي بهيأة الناظور، طلب خلال جلسة المناقشة تمتيع موكله بأقصى ما يمكن من ظروف التخفيف، مراعاة لحيثيات القضية وأن موكله مرتبط بالتزامات مهنية بالخارج وعديم السوابق القضائية، والاقتصار في حال الإدانة على عقوبة موقوفة التنفيذ، وهو ما لم تستجب له المحكمة. ومن جهته، أقر الظنين جوابا عن سؤال القاضي بالمنسوب إليه بالتهم المنسوبة إليه، وأنه تعرض من قبل عناصر أمنية لمعاملة تمييزية لحظة طلبهم وثائق سيارته، وأن ما صدر عنه من قذف في حقهم يعود إلى تلفظ واحد منهم بكلام ناب ضده ما أفقده صوابه وأدخله في حالة هستيرية. وحسب معلومات استقتها «الصباح» توجهت عناصر المداومة إلى مسرح الحادث ونقلت المهاجر إلى مخفر الشرطة ووضعته رهن الحراسة النظرية، وأثناء الاستماع إليه نفى تذكره لما صدر منه من عبارات قدحية، وأكد تلقيه علاجات بديار المهجر، ورفض توقيع المحضر المنجز له. وكان دفاع الموقوف، أثار في مرافعته أن موكله تعرض في وقت سابق إلى اعتداء «شنيع» من قبل عناصر الأمن الإسبانية في معبر الحدود بمليلية، وهو ما خلف عنده اضطرابات نفسية، في حين اعتبر أن رفضه توقيعه لمحضر الضابطة القضائية يعود إلى عدم إيراد أقواله المتعلقة بالعبارات النابية المستفزة التي وجهها له أحد المشتكين.وفي سياق متصل، تشبث المشتكون «ع.ف» و»ح.ع» حارسي أمن، و»ا.ب» مقدم شرطة بفرق المرور بمتابعة المتهم عن الأفعال التي صدرت منه، وتقدم ثلاثة شهود من بينهم مفوض قضائي للإدلاء بأقوالهم في محضر قانوني بخصوص واقعة الاهانة اللفظية التي فاه بها المهاجر في حقهم. ووفق ما استقته «الصباح»، شرع الموقوف في الصراخ والتلفظ بعبارات غير متناسقة ما إن طلبت منه وثائق السيارة بعد تدخل رجال الأمن لفك عرقلة السير التي تسبب فيها بسيارته المركونة في الوضعية الثانية، وهو ما يوثقه شريط فيديو حصلت عليه الضابطة القضائية من شاهد عيان، وضمته إلى الملف حجة إضافية ضده. ويظهر الشريط الظنين سالف الذكر في وضعية نفسية متردية وهو يصرخ تارة بالعربية وتارة أخرى بالفرنسية بكلام غير متناسق، قبل أن ينتقل إلى التهديد بالتنازل عن جنسيته المغربية والاتصال بمحام بمدريد لمؤازرته.