"القوات المساعدة في حماية المواطن"هكذا نادَت الدولة عبرَ ما يُسمى بِ"القوات المساعدة" .. "البرنامج المرحلي : برنامج الحركة الطلابية" .. وهكذا يهلل النهجُ الديمقراطي القاعدي .. هيَ الدولة،هو النظام ،هو الفصيلُ،التيّار كلهم نادوا وهللوا وكلهم هتكوا ألأعراضَ وكذبوا وخاانوا. ذاتَ سبتٍ أبكانا بكاءُ الأب وَآلمتنا كلماتُ الأم وَ أفجعنا الرحيلُ وَ الأوضاعُ والأسبابْ . 25 يناير 2013 بدمٍ بارد وبعصا انهالت بغتةَ على جمجمةِ طالبٍ لم يعرف من أين ابتلي. رحلَ الفيزازي أو الأصح رُحّلَ الفيزازي، سادَ صمتٌ رهيبْ،وَتناقل الجميعُ خبرَ استشهاد الفيزازي على يد قوى الأمن أو ما يُعرفُ بقوى القمعِ الهمجية، سبتٌ فقد العلم فيه طالباً ، فقدتِ الجامعةُ مناضلاً،فقدَ المُجتمعُ اطاراً ،فقد الوطن ابناً ، محمد الفيزازي الابنُ البار لوطنه اغتاله بلده،لم يكن له ذنبُ سوى أنه رفضَ أذلال الطواغيت وقال روحي فداكَ وطني ..جاهدَ في علمه وَ ناضلَ في جامعته وفي حرمة ساحته قتلوه من رفعَوا شعارَ "من أجل أمن الوطن" ..في فاس ظهر المهراس غادر الشهيد محمد الفيزازي تاركاً وصية : "يا طلاب المغرب لا تنازل عَا القضية "، وصيةٌ لازلنا نقرأ فيها ، حتّى خطفَ الموتُ منّا الشهيد الحسناوي شهيدُ الحركة الطلابية،شهيدُ الرأي والحرية، عريسٌ زف في 25 كما زفَّ رفيقه الفيزازي ، 25 أبريل 2014 يومُ الصدمة، تجلياتٌ ل"برنامج الحركة الطلابية "، لمسنا ذاك الشعار الجميل الرنان الذي يتغنى به النهجُ الديمقراطي القاعدي،إنه برنامج التشرميل الطلابي،برنامجٌ لزيادة عدد توابيت شهداء الحركة الطلابية ، برنامجُ الظلامية والإرهابية ، هكذا تجسد الشعارُ داخل أسوارِ ظهر المهراس وهكذا صرنا نعلن الحداد في مقتل الحسناوي.. وَتصدح في آذاننا كلماتُ أمٍّ مكلومة ترددٌ لقد وهبته للرحمان ..لقد وهبته للرحمان .. إنّ فراقَ روحين طاهرتين لطالبين يلبسانِ نفس المعطف الإديولوجي،وفي ظرف عامٍ فقط وفي نفس الموقع الجامعي –فاس-ظهر المهراس ، الأول تغتاله قوى القمعِ والثاني تغتاله قوى اليسار العدمي-البرنامج المرحلي-،حادثٌ وجب الوقوفَ عنده ومدارسته من شتى جوانبه وفي اطار سياقاته. فالأمر يجب أن يجعل الحركة الإسلامية بكل مكوناتها تأخذ العبر وتستفيد من دروس التضحية، وحتى دروس الديمقراطية التي آبت إلا أن تعمل على مقاربة النوع فليسَ الحسناوي من استهدف وانما مجزرة في حرمٍ جامعي استهدفت حتى الطالبات، استهدفت العلم وَالفكرَ والحجابَ،استهدفت كل من يتبنى المشروع الإسلامي فمقتل الفيزازي و اغتيال الحسناوي لا يجب أن يكتفى بالوقفات والتنديدات بل القضية يجب أن تفتح على مصراعيها وبعمق فحواها فالاغتيال أكبر من أن يكون مجرد اغتيال لطالبين –اسلاميين-، الجريمتين سياسيتين تمس كل مناضل كيفما وأينما كان تموقعه ، إنه اغتيال لحق الحياة ، اغتيالٌ للرأي،اغتيالٌ للفكرِ وَ اغتيالٌ لحق الوجود. الشيء يدعو إلى العمل على آليات جديدة للممارسة ، تصدي أقوى بأشكال نضالية أوحد وتجذير للقيم والمبادئ ومواجهة العنف بأسلم الطرق وأحكمها وملاحقة الجناة مهما علا شأنهم أو نقص، ومهما كانوا أقربَ من السلطة أو أبعد والمطالبة بالقصاص لأرواح الشهداء واحداَ واحداَ. إن العنف لا دينَ له والقتلُ لا مبرر له سواءٌ أكانا من الأمن تحتَ مُسمى معين أو من (الطلاب) تحتَ توجهٍ أو تيّارْ . العنف الإديولوجي الذي ذهبَ ضحيته الحسناوي أو العنف الدولتي الذي ذهبَ ضحيته الفيزازي لا يمكن أن يُسكتا عنهما ولا يمكن القبول بهذا النزيف العنفي الذي يحدث داخل الجامعات ، للحرم الجامعي قدسيته وللروح قدسيتها وَ التهاون في مثل هذه المواقف خيانة لدماءِ الشهداء، خيانةٌ قبلَ ذلك للإنسانية و الوطنية..فَالقصاصُ، القصاصْ .