ما تزال الثلوج بمنطقة الريف تحاصر السكان وتمنعهم من قضاء حاجياتهم الأساسية، إذ علمت «المساء» أن الأمطار التي هطلت على منطقة الريف، خاصة في إقليمي الشاون والحسيمة، قبل أيام، أدت إلى قطع مسالك طرقية متفرقة وعزلت قرى بكاملها. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن مداشر شقران والقرى المحاذية لقمة تدغين، عرفت أزمة تموينية خانقة خلال الأيام الماضية بسبب عجز وسائل النقل عن اختراق المسالك التي غمرتها الثلوج ومياه الأمطار. وقالت مصادرنا إن بعض القرى تعاني من أزمة حادة في المياه الصالحة للشرب، إذ يضطر السكان إلى قطع مسافات طويلة، قد تصل إلى عشرة كيلومترات، للحصول على «حصة المياه»، فيما أكدت شهادات أن السكان عادوا إلى نظام التسيير القبلي تجنبا لأزمة مائية قد تعصف بسكان عشرات الدواوير، مبرزة، في تصريحات للجريدة، أن العودة إلى النظام القبلي أصبح أمرا أساسيا أمام غياب يكاد يكون تاما من طرف الدولة «التي تركت السكان يواجهون الموت لوحدهم». في السياق نفسه، استغرب السكان ما أسموه عجز السلطات عن فك العزلة عن مداشر قريبة من الطرق الرئيسية، و»بالأحرى المناطق النائية التي تتوغل داخل جبال الريف لعشرات الكيلومترات». وأكد السكان في منطقة شقران أن المعاناة وقساوة المناخ بدأت تأخذ أبعادا أخرى، لاسيما أن مواد التموين تنتفي من الدكاكين، أما التلاميذ فقد يضطرون للتغيب عشرات الحصص بسبب الثلوج ووعورة المسالك.