حاصرت الثلوج المناطق المحاذية لمناطق تدغين وبني بونصار وشقران بسلسلة جبال الريف، طيلة الأيام الماضية، وحالت دون قضاء السكان لحاجياتهم الأساسية. ولم يتمكن السكان، حسب مصادر «المساء»، من اختراق الثلوج التي تساقطت بغزارة خلال نهاية الأسبوع الماضي على مناطق متفرقة من الريف، من بينها تيزي وسلي وكتامة. واستنادا إلى شهادات السكان «فإن السلطات كانت تتوقع أن تتساقط الثلوج فقط على الجبال ذات العلو المرتفع، من قبيل جبل تدغين قبل أن يفاجأ الجميع بسقوطها في بعض المناطق كما حدث في منطقة شقران»، مؤكدين، في تصريحات متطابقة للجريدة، أن «الثلوج حاصرت بعض القرى بكاملها ومنعت السكان من قضاء حاجياتهم الأساسية طيلة ثلاثة أيام متتالية، بل طرح مشكل أساس هو شح المياه الصالحة للشرب في بعض المناطق». في السياق نفسه، أكدت بعض الشهادات أن «السلطات التزمت منذ السنة الماضية بمساعدة السكان، وتخصيص كاسحات للجليد لفتح المعابر والطرقات أمام السكان للوصول إلى الأسواق ومقرات عملهم، والآن أصبحت التزاماتها على المحك» موضحين في الآن نفسه «أن السلطات أصبحت مدعوة إلى توفير وسائل السلامة وتجهيز المستوصفات الموجودة بالقرى لأن البرد القارس الذي يبلغ مستويات قياسية في فصل الشتاء يتسبب في مرض العشرات من الأطفال والشيوخ، وهو ما حدث في السنوات الماضية خاصة في المناطق المحاذية لجبال كتامة وشقران». وأبرز السكان أن «الثلوج التي سقطت مؤخرا على جبال الريف بعثت إنذارا قويا لكل السلطات بضرورة الاستعداد لموسم الثلوج الذي بدأ قويا هذه السنة. إلى ذلك، حذرت جمعيات عاملة بالمنطقة من مغبة ترك «الحبل على الغارب» في الأيام المقبلة، وتكرار سيناريو السنوات الماضية حينما «أدت الثلوج إلى تجميد الحركة لمدة طويلة ومرض العشرات دون أن تتدخل السلطات» منبهة في هذا الصدد إلى أن «سيناريو أنفكو يبقى واردا أمام تساقط الثلوج بكيفية منتظمة، رغم كل المجهودات التي نقوم بها في مجال العمل المدني فإن مساعدة السلطة يجب أن تتخذ بعدا استباقيا».