يعيش سكان جل المناطق الجبلبة بإقليمي بني ملالوأزيلال تحت رحمة حصار الثلوج منذ نهاية الأسبوع الماضي، في الوقت الذي تتأخر فيه عمليات إزاحة الثلوج عن الدواوير المحاصرة، خصوصا تلك البعيدة عن المراكز القروية التي يعيش سكانها عزلة وتهديدا حقيقيين.
وتساقطت الثلوج نهاية الأسبوع الماضي بشكل استثنائي، حيث حاصرت كل المرتفعات التي تفوق 1350 مترا عن سطح البحر، في الوقت الذي تجاوز فيه سمك التساقطات الثلجية مترا بمناطق يفوق ارتفاعها 2000 متر، كما هو الحال بزاوة أحنصال وأغبالة وتيزي نسلي ودواوير جماعة بوتفردة .
وحرمت الثلوج مجموعة من سكان الدواوير الجبلية من اقتناء حاجياتهم الأساسية، خاصة وأن جلهم لم يكن ينتظر أن تكون التساقطات الثلجية بهذه كثافة في بداية دجنبر، حيث تعودوا على ألا تكون التساقطات كثيفة إلا في نهاية دجنبر وبداية يناير. واستغرب السكان تأخر مصالح وزارة التجهيز والنقل في فك الحصار عنهم، خاصة القاطنين منهم بالمناطق البعيدة، واكتفاءها بإزاحة الثلوج في المراكز القروية الجبلية دون الدواوير.
وقال الحسن الكندي، العضو في المجلس القروي لجماعة بوتفردة الجبلية، إن أهالي دوار إيضيس استغربوا قيام السلطات بأزيلال بإزاحة الثلوج بمنطقة نفوذهم في المنطقة المحاذية لدوارهم بجماعة تيفرت نايت حمزة، بينما بقي السكان التابعون ترابيا لجماعة بوتفردة ببني ملال محاصرين بالثلوج ومعزولين بالتالي عن العالم الخارجي. وأضاف الكندي أن سكان دوار إيضيس، الذين يصل عددهم إلى حوالي 1600 نسمة، قطعوا عن العالم الخارجي منذ نهاية الأسبوع الماضي. وتلقت «المساء»، طيلة الأيام الماضية، اتصالات هاتفية ونداءات من السكان قصد إيصال أصواتهم إلى من يعنيهم الأمر حتى يتدخلوا بمختلف الجماعات التي شملتها التساقطات الثلجية الاستثنائية نهاية الأسبوع الماضي، حيث يعاني السكان من انعدام مواد التدفئة وندرة المواد العلفية لمواشيهم، بالإضافة إلى انقطاع الطرق واختفاء المسالك بسبب الثلوج، مما يحرمهم من التبضع والحصول على المواد الأساسية من الأسواق المجاورة. وبادر سكان تيزي نسلي إلى محاولة إزاحة الثلوج بإمكانات ضعيفة ومحدودة، بينما تغرق دواوير كاملة في الثلوج التي غطت جل المساكن .
وكانت مؤسسة محمد الخامس قد تدخلت السنة الماضية ووزعت معونات غذائية على الأسر الجبلية، بينما تأخرت هذه السنة، ولا يعرف ما إن كانت ستقوم بنفس المبادرة في الوقت الذي يواجه فيه السكان بالجماعات الفقيرة في إقليمي أزيلالوبني ملال حصار الثلوج بالصبر وبعض المبادرات المحدودة لجمعيات المجتمع المدني في الجهة .