مازال العديد من الدواوير التابعة للجماعة القروية إساكن بإقليم الحسيمة معزولة عن العالم الخارجي، بفعل الخسائر الفادحة التي تعرضت لها الممرات والطرق المؤدية إليها نتيجة الأمطار والتساقطات الثلجية التي عرفتها المنطقة أخيرا. وأكدت مصادر مطلعة، أن سكان المداشر المتضررة بفعل انجراف التربة وانهيار العديد من المسالك، يجدون صعوبة كبيرة في قضاء حاجياتهم. وأفادت المصادر نفسها أنه يصعب تقديم صورة حقيقية عن الوضع، بالنظر إلى فداحته واستفحال معاناة السكان، مؤكدة أن نساء ورجال التعليم، وجدوا صعوبة كبيرة في الالتحاق بمقرات عملهم ومغادرتها، مضيفة أن التلاميذ مافتئوا يتخلفون بين الفينة والأخرى عن الدراسة للعامل نفسه، خاصة حين هطول الأمطار وتساقط الثلوج، ما ينعكس سلبا على تلاميذ المؤسسات التعليمية، الذين يجدون أنفسهم عاجزين عن التنقل من وإلى المدارس، ما يزيد من تفاقم ظاهرة الهدر المدرسي بالعالم القروي، رغم توجهات الوزارة الوصية في الحد من الظاهرة. ويحتج سكان المنطقة نفسها، على الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، ما يجعلهم تحت رحمة الظلام لساعات طويلة، الشيء الذي يخلق مشاكل ومتاعب للمواطنين. وتضررت الأعمدة الكهربائية بشكل لافت للانتباه، إذ أن العديد منها تساقط أو يوجد في وضعية تعرض الأطفال لصعقات كهربائية، وتشكل خطرا على السكان وسلامتهم، وذلك رغم إدراج هذه المعضلة في جدول أعمال دورات المجلس الجماعي. ويتضايق السكان من تنامي ظاهرة انتشار الكلاب الضالة، التي تشكل خطرا حقيقيا يداهم حياة المواطنين. وأكد مصدر مطلع، أن مقدمة جبل «دهدوه « وكذا الغابة المجاورة لدوار « أصكصاف « و» تمدا « وباقي الغابات التابعة لتراب جماعة إساكن، تشكل مصدرا لانطلاق الكلاب الضالة التي تهاجم قطيع الماعز والأغنام، وتلحق أضرارا بممتلكات السكان. وأشار المصدر نفسه إلى أن أحد الفلاحين فقد خمسة رؤوس من الماعز، بعدما تعرض قطيعه لهجوم من طرف الكلاب المتوحشة، مضيفا أن المواطنين متذمرون من هذه الوضعية، وأبدوا تخوفهم على سلامة أطفالهم وماشيتهم، جراء الأخطار المحدقة بهم. كما أن الكلاب نفسها، حسب إفادة المصدر ذاته، عمدت أخيرا إلى نبش مقبرة دوار « لعزيب «، الشيء الذي دفع السكان لمطالبة الجهات المسؤولة بوضع حد لهذه المعضلة. والتمس السكان المتضررون الذين لم يرقهم إهمال المسؤولين لمطالبهم العادلة والمشروعة، من الجهات المسؤولة التدخل العاجل لوضع حد لهذه الكوارث التي تعيشها الجماعة، مطالبين بإصلاح جميع المسالك الطرقية، ووضع حد للكلاب المتوحشة التي تهدد حياتهم.