لا تزال عملية طرد المهاجرين السريين من صخرة الحسيمة وتسليمهم للسلطات المغربية تلقي بضلالها على العلاقة بين الحكومة الاسبانية والمنظمات الحقوقية الدولية فقد اقدم مهاجرين كاميرونيين كانا ضمن المطرودين بمساندة منظمات دولية لحقوق الانسان برفع دعوة قضائية امام المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان بستراسبورغ لمطالبة اسبانيا بتعويضهم على ما اعتبروه طردا تعسفيا وتسليمهم لدولة "حيث تنتهك بصورة منهجية حقوق الانسان"حسب ما جاء في الرسالة الموجهة للمحكمة. المنظمات الحقوقة المدافعة على حقوق المهاجرين اعتبرت ان ما اقدمت عليه اسبانيا انتهاكا لحقوق الانسان وذلك لعدم احترامها للاجراءات المنصوص عليها في قانون الاجانب ، والذي تتطلب دراسة بشكل منفرد لملف كل مهاجر غير مؤهل لدخول الاراضي الاسبانية ،وما يرافق ذلك من تنصيب محامي للدفاع عنه وتمكينه من مترجم . الموضوع يعود الى سبتمبر من السنة الماضية عندما قامت مجموعة تضم 89 من المهاجرين السريين جنوب الصحراء باقتحام صخرة "تيرا" قرب شاطئ اسفيحة بالحسيمة تخضع للسيادة الاسبانية حيث قامت السلطات الاسبانية وبالتنسيق مع نظيرتها المغربية باعادة 73 منهم تنفيذا لاتفاق وقع بين البلدين سنة 1992 والذي يتضمن اعادة المهاجرين غير الشرعيين الى المغرب اذا ثبت انهم قدموا من الاراضي المغربية . الحكومة الاسبانية وفي ردها على الانتقادات اعتبرت ان القرار كان يهدف الى وضع حد لتدفق المهاجرين لهذه الصخور والذي يمكن ان يعتبر اسهل الطرق للعبور الى اسبانيا باعتبار هذه الصخور قريبة جدا من الشواطئ المغربية .