قال شكيب الخياري، رئيس جمعيّة الريف لحقوق الإنسان، إنّ إسبانيا والمغرب تُغيّبان القانون حين عمدهما إلى طرد المهاجرين غير النظاميّين، المنحدرين من دول جنوب الصحراء الكبرى، من المفلحين في الوصول إلى المناطق التي تبسط عليهما الدولتان سيادتيهما. وأضاف الخياري لهسبريس، ارتباطا بمجموعات المهاجرين غير النظاميّين المفلحين في الوصول إلى جزر قريبة من السواحل المغربية وتبسط عليها إسبانيا نفوذها، أن إسبانيا مطالبة ب "ضمان استفادة المهاجرين غير النظاميّين من كافة حقوقهم خلال تفعيل مسطرة الطرد في حقهم، تطبيقا لقانون الأجانب بالبلد وما ينص عليه من الحق في الاستعانة بمحامٍ". "سلطات الرباط بدورها لا تحترم القانون حين عمدها لترحيل المهاجرين غير النظاميّين الموقوفين، فلا تحال غالبيتهم على القضاء ولا يُمنحون مهلة لمحاولة الدفع بخطورة طردهم وما يمكن أن تجلبه من خطر عليهم لِقَاء الوقوع ضحيّة للاقتتالات القبلية والعرقية والإثنيّة.. كما لا يعرضون على مصالح طبية لضبط وضعهم الصحيّ" يزيد رئيس الARDH. وتعليقا على ما يعرفه الشريط الساحلي المتوسطي المغربي مؤخرا من إقبال للمهاجرين غير النظاميّين الراغبين في معانقة "الحلم الأوروبي" عبر التسلل للجزر التي تبسط عليها إسبانيا سيادتها قال شكيب الخياري إنّ ذلك يعدّ "استمرارا لتحرك الهجرة غير النظامية صوب ذات الجزر منذ شهر ماي الماضي"، واسترسل: "سبق لمهاجرين منحدرين من بلدان بجنوب الصحرء الكبرى أن وصلوا إلى الجزر الجعفرية والجزر المقابلة للحسيمة بتعداد يناهز ال200 فرد". ومُكّنت هسبريس من جرد أجرته جمعية الريف لحقوق الإنسان يرصد وصول قارب إلى جزيرة النكور، التي تقع على بعد 700 متر من شواطئ أسفيحة المتواجد بإقليم الحسيمة والمحتلة من قبل إسبانيا منذ عام 1673، وكان ذلك في ال19 من غشت المنقضي بحمولة من 41 مهاجرا، ضمنهم 6 نساء و قاصران اثنان، إذ تم نقل الجميع إلى مليلية بعدما رفض المغرب تسلمهم. وتضيف الARDH ضمن وثيقتها أنّ يوم الأربعاء 29 غشت ذاته عرف وصول قارب صغير ب19 مهاجر غير نظامي، ضمنهم 3 قاصرين و 3 نساء حوامل، إلى جزيرة "تييرا" التي تبعد ب60 مترا عن شاطئ أسفيحة، "القاصرون و الحوامل تم نقلهم لاحقا إلى جزيرة النكور، ومنها عملت طوافة تابعة للجيش الإسباني على نقلهم إلى مدينة مليلية، فيما تم تزويد البقية، وعددهم 13 فردا، بالمواد الغذائية و الأغطية اللازمة بالجزيرة غير المأهولة التي وصلوا إليها" تزيد الجمعية الحقوقية. ويورد ذات الجرد الذي يشتغل عليه شكيب الخياري وزملاؤه في الARDH أن يوم الأحد الماضي عرف وصول 68 مهاجرا إلى "تيِيرا" فجرا، من ضمنهم 3 أطفال و 17 امرأة، لتصبح مأهولة ب81 من المهاجرين السريين الذين أقاموا مخيما يراقبه منتمون للحرس المدني الإسباني.. كما تزيد نفس الوثيقة اتفاقا جمع إسبانيا والمغرب، فعّل فجر اليوم، بمضمون قاض باقتسام هؤلاء المهاجرين بمعدّل 10 لسلطات مدريد، وهم الذين رُحّلوا لمليلية، و73 فردا لسلطات الرباط التي طردتهم صوب الحدود مع الجزائر..