تراهن النيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بالحسيمة، على تذليل كل العقبات وتبديد الإكراهات التي يمكن أن تشكل عائقا دون نجاح الدخول المدرسي الحالي، وتعيق تقدم بناء منظومة تربوية تستجيب لكل مواصفات الجودة المطلوبة بالمدرسة العمومية. وأفاد مصدر من النيابة نفسها، أن عملية نجاح الدخول التربوي لهذا الموسم مرتبطة بمدى تفعيل البرنامج الاستعجالي، وأجرأة الإصلاح، عبرعمليات ميدانية مباشرة انطلاقا من المؤسسات التربوية، وتحقيق جودة التعلمات، وجعل الفضاء المدرسي مفعما بالحياة والحيوية، مع الاشتغال بمنطقة الأولويات. وتضع النيابة على عاتقها خدمة التلميذ، واعتبار السلك الابتدائي ذي الأولوية في سيرورة الإصلاح، وتحقيق انطلاقة متميزة للأسلاك التعليمية، للرفع من مستوى النجاح واكتشاف القدرات والمواهب وتطويرها، وكذا الحد من ظاهرة الهدر المدرسي. وبلغ عدد الملتحقين بمختلف الأسلاك التعليمية بنيابة الحسيمة 69517 تلميذا وتلميذة. وعرفت نسبة التسجيلات الجديدة خلال هذا الموسم ارتفاعا ملحوظا مقارنة مع السنة الماضية، إذ بلغ عدد المسجلين الجدد 3882 تلميذا بالسنة الأولى ابتدائي منهم 2928 بالوسط القروي، و6741 تلميذا وتلميذة بالتعليم الأولي الذي بلغ عدد أقسامه 315 قسما، وذلك بفضل الجهود التي تبذلها النيابة الإقليمية بهدف تعزيز الإقبال على التمدرس الإلزامي وتشجيع الآباء على تسجيل أطفالهم. وعرفت نسبة تلاميذ سلك التعليم الابتدائي زيادة قدرها 12 في المائة، وبسلك الثانوي الإعدادي 13 في المائة، أما نسبة التلاميذ بالثانوي التأهيلي فقد بلغت 8 في المائة، في حين استقرت نسبة الانقطاع خلال الموسم المنصرم في ما يناهز 4 في المائة بالإعدادي، و2.93 في المائة بالتأهيلي، وذلك بفضل برنامج تيسير والجهود المبذولة في مجال تحسين وتعزيز النقل والإطعام المدرسي والرفع من قيمة المنح المخولة للممنوحين من التلاميذ. وتواصل النيابة الإقليمية اهتمامها بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة تحقيقا لمبدأ تكافؤ الفرص، إذ يتوقع أن يبلغ عدد الممدرسين من هذه الفئة خلال الموسم الدراسي الحالي 20 تلميذا، يرتقب استقبالهم في أربعة أقسام بمدارس محمد الخامس ومسيرة فتح وترجيست 2 وم/م إزمورن. وفي إطار الخدمات المقدمة في مجال الدعم الاجتماعي من أجل الحد من ظاهرة الهدر المدرسي ولضمان تكافؤ فرص ولوج التعليم الإلزامي، واصلت النيابة الإقليمية تعزيز هذا النوع من الخدمات والرفع من جودتها، حيث بلغ عدد المستفيدين من وجبات الإطعام المدرسي بالابتدائي 31028 مستفيدا، برسم موسم 2013/2012، شكلت الإناث منهم 12695 مستفيدة، مقابل 27787 برسم موسم 2012/2011 أي بنسبة زيادة 11 في المائة، وبالإعدادي قاربت نسبة الزيادة 55 في المائة على إثر انتقال عدد المستفيدين من 906 إلى 1410، وبلغ عدد الممنوحين بالتعليم الثانوي بسلكيه 2049 مقابل 1875 برسم موسم 2012/2011 بنسبة زيادة وصلت ما يقارب 9.28 في المائة. أما ما يتعلق بالنقل والزي المدرسي فقد تم توفير 130 دراجة هوائية برسم الموسم الدراسي الحالي، و7600 زي موحد. وعرفت أعداد المستفيدين من المبادرة الملكية "مليون محفظة " بالنيابة تطورا مهما بلغت نسبته 4.86 في المائة، إذ انتقل عدد المستفيدين من 53970 مستفيدا ومستفيدة موسم 2013/2012 إلى 56594 مستفيدا ومستفيدة برسم الموسم الجاري، وذلك بكلفة إجمالية تقارب 5185289.03 درهما. وتروم هذه الجهود حسب مصدر من النيابة تحقيق أهداف هذه المبادرة السامية الرامية إلى التقليص من ظاهرة الهدر المدرسي وإعطاء دفعة قوية لتعميم التعليم الإلزامي وضمان تكافؤ الفرص وتحسين جودة التعلمات ودعم الأسر المعوزة. وأهم ما ميز هذه السنة الدراسية بالمنطقة، هو إحداث مدرسة جماعاتية بالجماعة القروية الرواضي، والتي تهدف حسب مصدر من النيابة إلى المساهمة في توفير مناخ ملائم وظروف محفزة على العمل. وأكد النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بنعزوز عزوز أن المدرسة ستستقبل خلال الموسم الجاري تلاميذ المستوى الثالث إلى السادس، باعتبار صغر سن التلاميذ وارتباطهم بأمهاتهم، يحول دون إدراج القسم الأول والثاني بالمدرسة نفسها، كأول تجربة بإقليم الحسيمة، موضحا أنه يمكن العمل على تطوير التعليم الأولي عن طريق الجمعيات النشيطة بتنسيق مع النيابة، داخل المدرسة التي أكد على السماح باستغلال وحداتها في برامج محو الأمية.