تمكن أطباء مغاربة، اختصاصيون في علاج وجراحة المسالك البولية، من إدخال تقنية عمل جديدة لجراحة البروستات لدى الرجال، الذين يعاونون مشاكل في مسالكهم البولية. وتسمح هذه التقنية بتنظيف البروستات الوسطى لمقاومة احتباس البول داخل المثانة. ويكتسي دخول هذه التقنية إلى المغرب أهمية كبيرة، بالنظر إلى أن 30 في المائة من الاستشارات الطبية لدى الاختصاصين في المسالك البولية في المغرب ترتبط بمشاكل البروستات، إذ يعني هذا الموضوع 50 في المائة من الرجال، الذين تفوق أعمارهم 50 سنة. وتعرف التقنية الجديدة باسم “لازير الضوء الأخضر” le lazer green) light)، وهي تسمح بإجراء عمليات جراحية على مرضى البروستات دون مخاوف من تعريضهم لمضاعفات عقب الجراحة، حسب ما كشفت عنه تدخلات البروفيسورين ربيع رضوان، وعبد النبي جوال، الأستاذين في كلية الطب والصيدلة بالدارالبيضاء، خلال ندوة صحفية، نظمت مساء أول أمس الأربعاء، بالدارالبيضاء، لتقديم توضيحات حول التقنية الجديدة. وتجري، حاليا، مشاورات لإدراج هذه التقنية ضمن الخدمات الصحية المضمون استرجاع كلفتها من قبل نظام التغطية الصحية الإجبارية عن المرض، ومن الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي (كنوبس)، ومن لدن مؤسسات التأمين الخاصة، كما تفكر إدارة المركز الجامعي ابن رشد في الدارالبيضاء، في إدخال هذه التقنية لاحقا، حسب ما عبر عنه ربيع رضوان خلال اللقاء المذكور. وتتيح التقنية إمكانية تخليص المريض من انسداد قنوات البروستات الوسطى، بغض النظر عن كبر حجمها، حتى وإن تجاوز وزنها 60 غراما، الأمر الذي لم يكن متاحا في وقت سابق، إذ يضطر الاختصاصيون إلى الجراحة المفتوحة على البروستات، كلما كان وزنها يفوق أو يساوي 60 غراما. ومن خصائص تقنية “لازير الضوء الأخضر”، حسب الاختصاصيين، أنها لا تتسبب في حدوث أي نزيف دموي لدى المريض، ما يسمح لمرضى القلب، أوالذين يشكون مشاكل في نقص الصفائح الدموية، أو الذين يباشرون علاجات طبية لجريان الدم، بالاستفادة منها. وأبرزت شروحات الأطباء أن التقنية تعيد للمريض حيويته، بعد ساعات قليلة من الخضوع لها، إذ يمكن له مغادرة المصحة في اليوم نفسه، أو في الساعات الأولى من اليوم الموالي، ما يساهم في تقليص مدة إجراء الجراحة وزمن إقامة المريض في المستشفى أو المصحة، ويسمح له بمباشرة أعماله ونشاطاته الاجتماعية والمهنية، فضلا عن أن العملية لا تترك أي آثار أو ندوب. وتستند التقنية إلى استعمال ضوء أخضر، يسمح برفع درجة حرارة البروستات إلى أكثر من 120 درجة مائوية، ما يسمح بذوبان الأنسجة الداخلية، التي تسبب مشاكل في البروستات، وبالتالي، تخليصها منها، عبر عملية تنظيف طبية، تعيد للبروستات وضعها العادي، كما كانت خلال سنوات شباب المريض، حسب ما أكد عليه البروفيسور عبد النبي جوال، اختصاصي في علاج وجراحة المسالك البولية. وذكر جوال أن التقنية تسمح بالحفاظ على القنوات المسؤولة عن مرور الحيوانات المنوية، مؤكدا على أنها تضمن للمريض حياة جنسية طبيعية، دون انزعاجات من فرط المعاناة من “حريق البولة”، أو الشعور بالرغبة المتكررة للتبول، مبينا أن اللجوء إليها لا يجري إلا بعد استنفاد الطرق العلاجية بواسطة الأدوية المتاحة لفتح القنوات البولية، وبعد التأكد من احتفاظ المثانة بأكثر من 60 ميليمترا من البول. ويحتاج المريض، قبل الخضوع للجراحة بهذه التقنية، إلى إجراء فحوصات بيولوجية، وتخدير موضعي أو كلي، حسب حالات المرضى. وأكدت المداخلات أن الاختصاصيين، الذين يجرونها في المغرب، يمتلكون مهارة استخدامها، لخضوعهم لتدريب خارج المغرب، ويعولون عليها لتجاوز مضاعفات الجراحة المفتوحة، التي من بينها إمكانية تعرض المريض لنزيف أو لتعفنات أو التهابات في المسالك البولية، إلى جانب الحاجة لاستشفاء طويل المدة داخل المصحة، ما يرفع كلفة الجراحة والعلاج. وتبدأ كلفة هذه التقنية من 12 ألف درهم، حسب رضوان، تبعا إلى أن “اللازير” المستعمل، يستعمل من قبل مريض واحد.