دعت بعض وسائل الإعلام الإسبانية حكومة خوسي لويس رودريغيث ثاباتيرو إلى ضرورة إعادة مدينتي سبتة ومليلية إلى السيادة المغربية. ومن بين وسائل الإعلام الإسبانية، نشرت يومية «إلديا» الصادرة بجزر الكاناري، في عددها ليوم أمس الاثنين، مقالا تحث فيه الحكومة المركزية الإسبانية على تسليم المدينتين المحتلتين إلى المغرب ليعودا إلى الانضواء تحت سيادته، باعتبارهما جزءا من ترابه الوطني. وشددت افتتاحية اليومية الإسبانية على «مغربية المدينتين»، ووجهت سؤالا إلى الرأي العام الإسباني تقول فيه «هل يشك أحد في مغربية المدينتين؟»، مؤكدة أن الأمر لا غبار عليه وغير قابل للنقاش أصلا. وتعتبر «إلديا» اليومية الأولى من حيث المبيعات في أرخبيل جزر الكاناري، وهي معروفة بانتقادها لسياسة رئيس الحكومة الإسبانية، الاشتراكي، خوسي لويس رودريغيث ثاباتيرو. وكانت الجريدة قد وجهت رسالة إلى رئيس الحكومة الإسبانية، ثاباتيرو، تطالبه فيها برفع وصايته وسيطرته عن جزر الكاناري. وقالت الرسالة «إن الأولوية المطلقة حاليا هي لاستقلال جزر الكاناري»، مضيفة أن أوهام رئيس الوزراء غير منطقية. وأوردت الرسالة الموجهة إلى ثاباتيرو أنه على الرغم من أن حكومة هذا الأخير تتبرأ من هذا الموضوع، فإنها أيضا تتجاهل قرارات الأممالمتحدة التي توصي بإنهاء الاستعمار في جميع أنحاء العالم، بما فيها جزر الخالدات، سنة 2010. «يحب على جزر الكاناري أن تكون حرة وذات سيادة»، تقول الرسالة مشيرة إلى «الجرائم المروعة» التي ارتكبها أسلاف ثاباتيرو بهدف السيطرة على الجزيرة. وتقول رسالة الجريدة الإسبانية الموجهة إلى رئيس الحكومة إنه من المستحيل على إسبانيا، التي تسعى الآن إلى استعادة صخرة جبل طارق في عام 2010، أن تبقى متمسكة بالحفاظ على المدينتين سبتة ومليلية في المغرب وجزر الكاناري، التي تقع على بعد 2000 كيلومتر عن إسبانيا، «محاولة يائسة للسيطرة على هذه المناطق النائية لتحقيق مصالح إسبانيا الاستراتيجية»، تقول الرسالة، مضيفة أن ثاباتيرو «يتصرف كما لو كنا في سنة 1493، عندما سيطرت إسبانيا والبرتغال على جنوب غرب مضيق جبل طارق». وأشارت إلى أن المؤتمر الثالث للبحر أنشأ النظام البحري الدولي الجديد, الذي وضع حدا لهيمنة القوى البحرية، وتشريعا جديدا «لدستور للمحيطات» لجميع بلدان العالم الساحلية، سواء كانت غنية أو فقيرة، متقدمة أو نامية، وهو القانون الذي يتألف من 320 مادة موزعة على 17 جزءا و9 مرفقات تقنية. «اسمحو لي سيدي الرئيس، إن إسبانيا تنتهكه بشكل صارخ»، تقول الرسالة. نفس الأمر دعت إليه مجلة «نيوزويك» الأمريكية، حيث وصفت الجارة الشمالية بكونها «مازالت تستعمر سبع مناطق مغربية»، هي جزر الكاناري ومدينة سبتة وصخرة باديس وصخرة النكور ومدينة مليلية والجزر الجعفرية وجزر البليار. «هذه كلها مناطق محتلة من طرف إسبانيا» تقول المجلة الأمريكية الأسبوعية واسعة الانتشار في سياق تحقيق صحافي. ففي مقال لها بعنوان «عبء الإمبراطورية»، ذكرت «نيوزويك» أن هذه الأراضي تشبه في وضعها الحالي الإمبراطوريات القديمة، مثل غرينلاند وبويرتوريكو. علاوة على ذلك، فإن إسبانيا -وفقا لما ذكرته المجلة الأمريكية- مازالت تسيطر على سبع مستعمرات، يعيش فيها أكثر من ثلاثة ملايين نسمة، وهي المناطق المذكورة آنفا. وفي تحقيقه الذي نشر في بداية هذا الشهر، ذكر الصحافي كريستوفر ديكي أن عدة إمبراطوريات، سواء كانت غازية أو محررة أو قوات تعتبر نفسها قوة تحفظ السلام، تستهلك «موارد هائلة»، عسكرية كانت أو اقتصادية أو سياسية، بل في أغلب الأحيان تستهلك «جزءا من هيبة من يؤسسون لذلك». وخصص الصحافي كريستوفر أهم فقرات تحقيقه لإسبانيا ولمدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، حيث استعرضهما ضمن لائحة «بقايا الإمبراطوريات القديمة» التي يمكن العثور عليها «في جميع أنحاء العالم». «إنها جيوب صغيرة للاتحاد الأوربي. مهاجرون من أعماق إفريقيا يقطعون رحلات طويلة تبلغ مئات الآلاف من الأميال عبر الصحراء في محاولة للقفز على السياج الحدودي بأمل التسلل واللجوء داخلهما».