وجهت يومية «إلديا» الإسبانية، يوم أمس، رسالة إلى رئيس الحكومة الإسبانية خوصي لويس رودريغيث ثاباتيرو تطالبه فيها برفع وصايته وسيطرته عن جزر الكناري. وتقول الرسالة إن «الأولوية المطلقة حاليا هي استقلال جزر الكناري»، مضيفة أن أوهام رئيس الوزراء غير منطقية. وتقول الرسالة الموجهة إلى ثاباتيرو إنه على الرغم من كون حكومته تتبرأ من هذا الموضوع فإنها أيضا تتجاهل قرارات الأممالمتحدة التي توصي بإنهاء الاستعمار في جميع أنحاء العالم، بما فيها جزر الخالدات، سنة 2010. «يحب أن تكون جزر الكناري حرة وذات سيادة»، تقول الرسالة مشيرة إلى «الجرائم المروعة التي ارتكبها أسلافه بهدف السيطرة على الجزيرة». وتقول رسالة الجريدة الإسبانية الموجهة إلى ثاباتيرو إنه من المستحيل على إسبانيا، التي تسعى الآن إلى استعادة صخرة جبل طارق في عام 2010، أن تبقى متمسكة بالحفاظ على المدينتين سبتة ومليلية في المغرب وجزر الكناري التي تقع على بعد 2000 كيلومتر من إسبانيا، «محاولة يائسة للسيطرة على هذه المناطق النائية لتحقيق مصالح إسبانيا الاستراتيجية»، تقول الرسالة. وتضيف أن ثاباتيرو «يتصرف كما لو كنا في سنة 1493، عندما سيطرت إسبانيا والبرتغال على جنوب غرب ومضيق جبل طارق، مشيرة إلى أن المؤتمر الثالث للبحر أنشأ النظام البحري الدولي الجديد، الذي وضع حدا لهيمنة القوى البحرية وتشريعا جديدا «لدستور للمحيطات» لجميع بلدان العالم الساحلية، سواء كانت غنية أو فقيرة، متقدمة أو نامية، وهو القانون الذي يتألف من 320 مادة موزعة على 17 أجزءا و9 مرفقات تقنية. «اسمحو لي سيدي الرئيس، إن اسبانيا تنتهكه بشكل صارخ»، تقول الرسالة. وكانت نفس الجريدة الإسبانية قد دعت منذ أربعة أيام حكومة مدريد المركزية إلى تسليم مدينتي سبتة ومليلية إلى السلطات المغربية باعتبارهما «ترزحان تحت الاستعمار الإسباني». وذكرت الافتتاحية التي نشرتها الجريدة الإسبانية تحت عنوان: «إسبان مُزيفون» ومقال آخر بعنوان «المياه» أن «تسليم سبتة ومليلية إلى الدولة المغربية سيكون بمثابة عودة إلى المنطق لأن المدينتين المُحتلتين تقعان في قارة أخرى غير أوربا، مما يجعلهما إفريقيتين وليس أوربيتين»، مثلما تقول الافتتاحية «سيجعلهما مدينتين مغربيتين وليس إسبانيتين بحكم المنطق». واستندت الجريدة الإسبانية في تحليلها إلى تقرير إخباري بعنوان «عبء الإمبراطورية»، وهو تحقيق صحافي نشر يوم 12 يونيو في مجلة «نيوزويك» الأمريكية الأسبوعية واسعة الانتشار. وشمل التقرير ذاته كافة المستعمرات في العالم، من بينها ثمان في إسبانيا وهي جزر الكناري، مدينة سبتة، صخرة باديس، وصخرة النكور، مدينة مليلية، الجزر الجعفرية، وجزر البليار، إذ اعتبرتها كلها مناطق محتلة من طرف إسبانيا. وحاولت يومية «إلديا» الإسبانية فرض وجهة نظر تقتضي إعادة المدينتين إلى المغرب بعد تسوية وضعية أرخبيل الكناري، كما ذكرت في مقال آخر أن «المياه التي تحيط بالجزيرة هي مياه مغربية».