دعت يومية «إلدِيا» (اليوم باللغة الإسبانية) الصادرة بجزر الكناري، حكومة مدريد المركزية إلى تسليم مدينتي سبتة ومليلية إلى السلطات المغربية باعتبارهما «رازحتين تحت الاستعمار الإسباني». وذكرت الافتتاحية التي نشرتها الجريدة الإسبانية بعنوان: «إسبان مُزيفون» ومقال آخر بعنوان «المياه»، أن «تسليم سبتة ومليلية إلى المغرب سيكون بمثابة عودة إلى المنطق لأن المدينتين المُحتلتين تقعان في قارة أخرى غير أوروبا، مما يجعلهما إفريقيتين وليستا أوروبيتين»، وهو ما «سيجعلهما مدينتين مغربيتين وليستا إسبانيتين بحكم المنطق». واستندت الجريدة الإسبانية في تحليلها إلى تقرير إخباري بعنوان «عبء الإمبراطورية» سبق أن نشرت «المساء» مضامينه خلال شهر يونيو الماضي، استنادا إلى تحقيق صحافي نشر يوم 12 يونيو الماضي في مجلة «نيوزويك» الأمريكية الأسبوعية واسعة الانتشار، وهو التقرير الذي شمل المستعمرات في العالم.، منها ثمان تحت الاحتلال الإسباني وهي جزر الكاناري، مدينة سبتة، صخرة باديس، وصخرة النكور، مدينة مليلية، الجزر الجعفرية، وجزر البليار، إذ اعتبرتها كلها مناطق محتلة من طرف إسبانيا. وحاولت يومية «إلديا» الإسبانية فرض وجهة نظر تقتضي إعادة المدينتين إلى المغرب بعد تسوية وضعية أرخبيل الكناري بوصفه بلدا حرا مستقلا وذا سيادة، حتى لا يطالب به المغرب. كما ذكرت في المقال الآخر بعنوان «المياه» أن «المياه» التي تحيط بالجزيرة هي مياه مغربية». وهذه هي المرة الثانية في ظرف شهر التي تكتب فيها جرائد ومجلات واسعة الانتشار عن المستعمرات الإسبانية، وكان تحقيق للصحافي الأمريكي كريستوفر ديكي قد أورد بعض الفقرات المخصصة لإسبانيا وللمدينتين سبتة ومليلة، حيث استعرضهما ضمن لائحة «بقايا الإمبراطوريات القديمة» التي يمكن العثور عليها «في جميع أنحاء العالم». «إنها جيوب صغيرة للاتحاد الأوروبي. مهاجرون من أعماق إفريقيا يقطعون رحلات طويلة تبلغ مئات الآلاف من الأميال عبر الصحراء في محاولة للقفز على السياج الحدودي بأمل التسلل للجوء داخلهما». ويستشهد ديكي آلدريش في مقاله بسبع مناطق وصفها ب «مستعمرات إسبانية»: جزر الكناري، وصخرة باديس، وصخرة النكور، ومدينة مليلية، سبتة، والجزر الجعفرية، وجزر البليار.