قالت أمينة بن خضراء، وزيرة الطاقة والمعادن والماء والبيئة ، إن المغرب اعتمد منذ سنة 2000 استراتيجية تتوخى تكثيف عمليات التنقيب عن النفط والغاز في الأحواض الرسوبية المغربية البرية والبحرية، وذلك طبقا لتوجيهات الملك محمد السادس، علما ان المغرب يستورد حوالي 97 في المائة من احتياجاته الطاقية تتمثل فيها المنتجات النفطية حوالي 61 في المائة. وأوضحت بن خضراء، التي كانت تتحدث في مجلس المستشارين، يوم الثلاثاء الماضي، أن استراتيجية الاستكشاف النفطي بالمغرب عرفت دينامية خاصة، إذ تم إبرام مجموعة من الاتفاقيات مع العديد من الشركات النفطية العالمية ، حيث تواصل 28 شركة نفطية عالمية عملها في مختلف مناطق المغرب، رغم استمرار الأزمة المالية والاقتصادية العالمية، مؤكدة أن الشركات تؤمن بالإمكانيات المشجعة في مجال الاستكشاف بالمغرب. وأكدت بن خضراء وجود 131 رخصة استكشافية منحت للشركات العالمية، بينها 52 بحرية و79 برية، و5 رخص استطلاعية منها 2 بحرية، و3 برية، مضيفة أن المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، أجرى، بتنسيق مع شركاؤه وفقا لمضمون الاتفاقيات الموقعة، دراسات جيولوجية عامة، وتحليلية من قبيل الدراسات الاهتزازية ثنائية البعد، وثلاثية البعد، حيث تم على إثرها تحديد المناطق الواعدة، والأماكن التي صنفت، ورتبت قبل الانتقال إلى عملية الحفر، وبعد هذه المرحلة، انطلقت عمليات الحفر بالأحواض التي أظهرت الدراسات مدى نضجها، حيث قامت الشركات الدولية بإنجاز بعض الآبار الأولية في أعالي البحار زيادة على الحفر في الأحواض البرية. وقالت بن خضراء” أنجز المكتب وشركاؤه منذ سنة 2000 إلى يومنا، ما يناهز 36 ألف و770 كلم من المسح الاهتزازي الثنائي البعد، و20 ألف كلم مربع من المسح الاهتزازي ثلاثي البعد، كما تم حفر 40 بئرا من طرف الشركاء، غالبيتها في منطقة الغرب البرية، ومناطق ما قبل الريف، والقليل أنجز في الأحواض الأخرى، وبذلك تم اكتشاف كميات متواضعة من الغاز ب13 بئرا من الآبار”. وقدمت بن خضراء توضيحات حيال تلك الآبار، كاكتشاف الغاز الطبيعي البيوجيني في 11 بئرا بمنطقة الغرب، بكميات متواضعة، من قبل شركة ” سوركل أويل ماروك ليميتد” منها 6 آبار برخصة سبو كللت 5 منها بالنجاح، كما بدأت عملية الإنتاج ب3 آبار في المنطقة، حيث تم ربطها بشبكة أنبوب الغاز الموجود بالمنطقة، كما تم القيام بخمسة استكشافات أخرى من قبل شركة ” كابر”، فيما تم اكتشاف كميات مهمة من نفس المادة في عرض ساحل طنجة العرائش، إذ أن شركة ” ريبسول ” أنجزت ما يقارب 1300 كلم مربع من المسح الاهتزازي الثلاثي الأبعاد، و495 كلم من المسح الاهتزازي ثنائي البعد وكذا شركة ” غازناتورال” وشركة ” دانا” حيث قاموا بحفر بئر برخصة طنجة العرائش، وأخرى في منطقة تندرارة بالمغرب الشرقي، بإقليم الصويرة، وهي الآن في طور التقييم، مضيفة أن الأبحاث جارية للرفع من حجم الآبار بحوض الغرب، وما قبل الريف. وأكدت بن خضراء استثمار 6.996 مليار درهم منذ سنة 2000 إلى الآن بينها 6.296 مليار درهم من الشركاء، و700 مليون درهم للمكتب الوطني للهيدروكاربورات، وهو ما يعادل 10 في المائة من الاستثمارات الإجمالية التي أنفقت في غالبيتها على الدراسات والحملات التنموية. وفي سياق متصل، كشفت بن خضراء حجم فاتورة النفط، وهي تقدم مشروع ميزانية الوزارة بمجلس النواب، بلجنة القطاعات الإنتاجية، وتصل إلى نحو 53.9 مليار درهم سنة 2010 ، مقابل 43.8 مليار درهم سنة 2009 أي بزيادة قدرها 23.3 في المائة، وتعد هذه الزيادة ناتجة عن ارتفاع الاستهلاك، وارتفاع أسعار النفط.