تعرف أمينة بنخضراء في الوسطين الإعلامي والمهني بأنها قليلة الكلام وتحرص أشد ما يكون الحرص على أن تكون كل كلمة تصدر عنها دقيقة ومفهومة بطريقة مباشرة. "" غالبا ما تطلب بنخضراء أن تطلع بنفسها على عبارات ومضامين حوار أو تصريحات تدلي بها للصحافة المكتوبة، قبل النشر. وربما تعد هذه الخاصية، أي دقة العمل، من الأمور التي اكتسبتها في مسارها المهني منذ عام 1982، حتى توليها أعلى درجة في هرم قطاع الطاقة والمعادن. وتتمحور رؤية أمينة بنخضراء تجاه تطويرالسياسة الطاقية في المغرب، على الخصوص، حول التحرير التدريجي للقطاع، وتطوير استغلال الغاز الطبيعي والطاقات المتجددة والرفع من وتيرة كهربة الوسط القروي، إلى جانب الخطة المرسومة منذ عام 2000، وترمي إلى إعطاء دفعة جديدة لاستغلال الثروات الباطنية في البلاد. وفي سياق هذه السياسة تؤمن بنخضراء، خصوصا منذ 2000، وبالأخص منذ توليها في 11 نوفمبر 2003 مهمة الإدارة العامة للمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، الذي حل محل المكتب الوطني للأبحاث والاستثمارات النفطية، ومكتب الأبحاث والمساهمات المعدنية، بأن آفاق الاستغلال النفطي في البلاد"توجد في صلب الاستراتيجية الطاقية بالمملكة"، إيمانا منها بأن قطاع الطاقة يشكل رافعة للنمو والاستثمارات، فهو يساهم بما لا يقل عن 7 في المائة من الناتج الداخلي الخام. وما فتئت بنخضراء تؤكد أن الاستغلال النفطي في المغرب يشكل دينامية جديدة بالنظر إلى وجود طبقات جيولوجية ملائمة وأحواض رسوبية غير مستغلة بما فيه الكفاية. ومن هنا تبرز أهمية سن مدونة جديدة للهيدروكربورات في سنة 2000، وتعد في نظرها أكثر تحفيزا في مجال الطاقة والمعادن، لكن يتعين في نظرها نهج سياسة للترويج أكثر فعالية. وتنطلق بنخضراء من أن الخطة الوطنية في مجال الطاقة والمعادن يجب أن تستند إلى تنمية الموارد المحلية وتبني خيارات استراتيجية، على اعتبار أن الانتاج الوطني من النفط الخام ضعيف جدا ولا يتجاوز 50 ألف طن( حقول صغيرة في منطقة الغرب وبالقرب من الصويرة) . وتدافع عن الجهود المبذولة منذ سنوات لنجاح الخطة المعتمدة وتتجلى معالمها في إنعاش استعمال الغاز الطبيعي، وتنمية الطاقات المتجددة، وضمان تزويد السوق الداخلي بالمنتوجات، والقيام باستثمارات جديدة في مجال بنيات الاستقبال والتخزين، وعقلنة استعمال الطاقة، من خلال تحسيس المستهلكين، وتحسين الإنتاجية بهدف التقليص من الكثافة الطاقية لنسيج الإنتاج الوطني، إضافة إلى تكثيف التنقيب عن النفط بالتركيز على السواحل. ومع أن ميدان الإستكشاف والإنتاج هم أخيرا 70 رخصة للتنقيب، وتغطي ما يناهز 130 ألف كلم مربع 58 رخصة بحرية و12 برية، وخمس رخص دراسات استطلاعية برية تغطي87 ألف و993 كلم مربع، مع وجود رخصة بحرية تغطي ما يناهز 110 آلاف و400 كلم مربع و16 امتياز برية تغطي ما يناهز 165 كلم مربع. إلا أن حظوظ وجود الدهب الأسود في البلاد تتطلب بذل مجهودات إضافية في مجال التنقيب. وفي هذا الصدد يطمح المكتب إلى بلوغ أهداف محددة في مخطط عمل وضع تحت إشراف بنخضراء ويغطي الفترة من 2005 إلى 2009 . ويرمي إعطاء دفعة جديدة لاستكشاف الثروات الباطنية، خصوصا النفطية، في مجموع مناطق البلاد، بالاعتماد على استراتيجية انفتاح دولية، مع استثمار الموارد البشرية والكفاءات التي تتوفر عليها المؤسسة. ومجيء بنخضراء إلى قطاع الطاقة والمعادن، ليس اعتبارا، محصلة تجربة غنية راكمتها في القطاع. فهي دكتورة ومهندسة مدنية في المعادن وكانت مديرة عامة للمكتب الوطني للأبحاث والاستغلالات النفطية منذ 20 غشت 2000 . وقبل ذلك عينت في 19 يناير 2000 عضو في لجنة الخبراء المكلفة بتنمية الاستثمارات. وشغلت بنخضراء كاتبة للدولة مكلفة بتنمية قطاع الطاقة عامي 1997 و 1998 . وفي هذا الصدد قادت وأشرفت على وضع الاستراتيجية الجديدة لتنمية قطاع الطاقة، ووضع سياسة لإعادة هيكلة قطاع الهيدروكاربورات في المغرب. وقبل ذلك شغلت منصب مديرة المعادن بوزارة الطاقة والمعادن بين عامي 1994 و 1997، بعد رئاسة قسم المساهمات بمكتب الأبحاث والمساهمات المعدنية بين عامي 1990 و1994 . وكانت بين عامي 1984 و 1990 رئيسة قسم الدراسات الطاقية، بمديرية الدراسات والمشاريع الطاقية للمكتب المذكور، ورئيسة مصلحة الدراسات الطاقية والمراقبة بالمكتب ذاته، بين عامي 1982 و 1984 . وعلى المستوى الدولي قامت بنخضراء بعدة مهام ترتبط بالقطاع ومن ذلك مهمة الإنعاش لجنوب شرق آسيا. وترأست الوفد المغربي الذي شارك في أشغال المنتدى، الذي انعقد حول الاستثمارات الطاقية في افريقيا، المنظم من طرف مجموعة البنك الدولي في مونتريال وديفير عامي 1996 و1997 . ولم تنشغل بنخضراء عن الاهتمام بالمجال الجمعوي، إذ ترأس فيدرالية الصناعة الطاقية، وهي عضو جمعية أبو رقراق، وعضو الجمعية المغربية للبحث والتنمية، ونائبة رئيس جمعية مهندسين المعادن لباريس ونانسي وسانت إيتيان، ونائبة رئيس جمعية تهتم بالموسيقى والغناء الكلاسيكي.