"كون غير خلاوكوم شي شوية مازال" بهذه العفوية البريئة والمقصودة عبرت متفرجة شمالية في الخمسينيات من عمرها، عقب نهاية عرض مجموعة إمديازن –إمنتانوت وذلك بساحة 9 أبريل بقلب مدينة طنجة، والمناسبة لن تكون إلا مهرجان فن الطقطوقة الجبلية في نسخته التاسعة. استهل مايسترو إمديازن جمال الحنصالي العرض بكلمة ترحيبية كان وقعها وقع السحر على الطنجويين كبارا وصغارا ذكورا وإناثا، حيث عرف بمدينته الأم إمنتانوت وكان خير سفير لها، ثم أطرق سراح عبارته الوردية عبر حنجرته الذهبية والتي ألهبت حماس الحضور، إذ أكد في نهاية كلمته أنه سعيد بكونه عراب زواج الأغنية الأمازيغية السوسية بنظيرتها الجبلية الشمالية... فما كان على الجمهور ومنظمي المهرجان وعلى رأسهم رئيس جمعية "أجراس للتنمية والثقافة والفنون الشعبية" عبد العزيز ثابت إلا أن انتصبوا قائمين مصفقين مهللين ومرحبين بمجموعة إمديازن –إمنتانوت.. تفاعل الجمهور بشكل رائق وسلس مع جل أغاني المجموعة، تفاعلوا هتافا ورقصا.. وتفاعلت النساء بزغاريدهن العذبة المنبعثة من قلوب ريفية أصيلة.. فكانت أغنية " طنجة العالية " عروس ليلة 5 غشت بطنجة، ارتفعت الصيحات تلو الأخرى في انبهار بائن؛ حيث أبدعت مجموعة إمديازن في توظيف هذا المطلع المشهور في قالب أغنية أمازيغية بنفحات إمنتانوتية، فكان العطر فواحا وكان الجو بديعا والهتاف رائجا.. أما محبي وعشاق إمديازن من ضواحي ونواحي إمنتانوت فقد ساقهم القدر ليحتفلوا مع إمديازن رفقة الطنجاويين في تلاحم وتناغم منقطع النظير...