غالباً ما نحتفل بإعداد موائد إفطار العيد التي تتعدد فيها أصناف الأطعمة من حلويات وأرز ولحوم، وتعتبر هذه الأصناف عالية في محتواها من الدهون والسكريات والسعرات الحرارية، وتشكل خطراً على صحة الكثيرين ممن لا يعيرون اهتماماً بصحة جسمهم خاصة وأنها مرحلة انتقالية من الصيام إلى الإفطار. فبانتهاء شهر رمضان يكون الصائم قد اعتاد على نمط غذائي مغاير كثيراً لذلك النمط المتبع طوال العام. ونتيجة للصوم يعتاد الجهاز الهضمي على عدم استقبال أي طعام أو شراب طوال النهار في حين يفرز العصارات الهاضمة ويتهيأ لاستقبال الطعام قبيل أذان المغرب. و في أول أيام العيد ونتيجة للتغيير المفاجئ في مواعيد ونوعية الطعام المتناول يعاني الكثير من الناس من تلبك معوي وآلام في المعدة وانتفاخ أوإسهال, بالإضافة إلى حالات تسمم غذائية... ولكي نتجنب حدوث هذه الأعراض لا بد أن نراعي فيما نأكل ليس فقط الكمية بل النوعية أيضاً، فيفضل أن نبدأ إفطارنا في أول أيام العيد بتناول كمية قليلة من الطعام، تزداد هذه الكمية تدريجيا أثناء فترات اليوم، وأن نأكل ببطء مع المضغ الجيد، وأن لا نشرب كمية كبيرة من الماء والسوائل أثناء تناول الوجبات، وأن نقلل من تناول الأطعمة التي تهيج المعدة وتزيد من حموضتها كالمقالي والمعجنات وتلك التي تحتوي على بهارات وتوابل، وكذلك الشاي والقهوة والمشروبات الغازية. من الاعتبارات التي يجب تطبيقها: -عدم الإفراط في تناول الحلويات صباح يوم العيد: إنّ أكثر الحلويات تميزاً لعيد الفطر هي الكعك والبسكوت والبيتفور وجميعها أطعمه عالية جدا في محتواها من الدهون والسكريات و تعتبر مصدر مركز للطاقة. و قد يؤدي الإفراط في تناول هذه الحلويات إلى إرباك في الجهاز الهضمي وحدوث أسهال و تلبكات معوية. لذا ينصح بتناول حبة فاكهة أو كوب من عصير الفاكهة بدلا من تناول هذه الحلويات أو المشروبات الغازية كلما قمت بزيارة أحد كما ينصح دائماً بالاعتدال في تناول الحلوى والشوكولا وكعك العيد لأنها تحتوي على كمية كبيرة من الدهون والسكريات والسعرات الحرارية التي قد يؤدي الإفراط في تناولها إلى اضطرابات هضمية وزيادة في الوزن. -احذر التدخين أو شرب الشاي أو القهوة على معدة خاوية: من أكثر العادات السيئة اعتياد الكثير على بدء يوم العيد بإشعال سيجارة أو احتساء كوب من الشاي أو القهوة على معدة خاوية مما يؤدي إلى اضطراب والتهاب المريء والمعدة، كما يؤدي إلى فقد الشهية وازدياد حموضة المعدة وزيادة ضربات القلب. ويجب الامتناع تماما عن هذه العادات السيئة سواء في أيام العيد أو في غيرها وخصوصا للمصابين بأمراض القلب والشرايين وداء السكري. -التدرج في تعويد معدتك على استقبال الطعام في الصباح: إذ يجب الابتعاد عن تناول إفطار ثقيل في أيام العيد. فحتى تعتاد المعدة على استقبال الطعام في الصباح يجب البدء بكميات قليلة من الطعام وتصغير حجم الوجبات لتجنب إرباك الجهاز الهضمي وإتاحة الفرصة لعملية هضم مريحة وكاملة. -تجنب الإفراط في تناول الأطعمة الدسمة وعسرة الهضم: تمثل كل من الأطعمة المقلية والصلصات الدسمة والفواكه والخضراوات غير المكتملة النضج وبعض أنواع البقول ذات القشور السميكة أغذية عسرة الهضم. ويجب تجنب الإفراط في تناول هذه الأطعمة في أيام عيد الفطر حتى تستعيد المعدة نمطها المعتاد للعمل في غير أيام رمضان. -تناول طعامك في صورة وجبات محددة: و ذلك لتهيئة الجهاز الهضمي للعودة لاستقبال الطعام في صورة وجبات كما يتيح تنظيم مواعيد تناول الطعام للمعدة وباقي أعضاء الجهاز الهضمي فرصة القيام بوظائفها على نحو طبيعي. وقد يكون من المفيد أن تكون هذه الوجبات صغيرة على أن يتم زيادتها إلى 4 - 5 وجبات يومية. -احرص على تطبيق قواعد سلامة الأغذية: عادة ما يرتفع معدل الإصابة بالإسهال والحمى في أيام العيد نتيجة للإصابة بتسممات ذات أنواع مختلفة لذا من الضروري الحرص على اختيار مصادر الغذاء الآمنة والموثوق فيها وعدم شراء وجبات جاهزة من مصادر غير معروفة. أما بالنسبة للذين يقضون أيام العيد في رحلات خارج المنزل فعليهم الحذر في تحضير الأطعمة وعدم تحضير الوجبات قبل موعد تناولها بساعات طويلة مما يجعلها عرضة للفساد. ويجب دائماً للحد من المخاطر الصحية التي قد يصاب بها أحدنا، وحتى تكون كل أيأمنا أعياداً، لا بد من الاعتدال في كل شيء، والالتزام بتنظيم الوجبات الغذائية كل عام و أنتم بخير.