التهم حريق في السوق الأسبوعي القديم ببني ملال، عصر أول أمس الثلاثاء، أزيد من 150 وحدة قصديرية (براكة) في ملك المهنيين من أصحاب المحلات التجارية القصديرية. وذكرت مصادر مطلعة ل “المغربية” أن ألسنة النيران، التي اشتعلت في البداية في محلات أصحاب القصب، أتت على 17 براكة للحلاقين، و15 للعطارة، و88 بفضاء آيت وسيل تابعة للخضارة، وحوالي 30 فراشا، حسب إحصائيات رسمية. وأكدت مصادر أخرى أن العدد أكبر من ذلك، بعدما ساهمت الرياح المصحوبة، إضافة إلى انفجارات متتالية لمجموعة من قنينات الغاز، في انتشار النيران في أغلب البراريك الموجودة بالسوق، مثل محلات الدجاج وغيرها، وكادت أن تطال البيوت المجاورة، إذ عمد السكان إلى إفراغ المياه على جدران المساكن للحد من انتشار لهيب النيران. وأكد الضحايا أن الحريق خلف خسائر مادية كبيرة في السلع، بعدما أتت النيران على كل مكونات المحلات التجارية، دون خسائر بشرية، رغم قوة الحريق. واستشاط الحرفيون غضبا، وتدخلوا بعنف، حين حضر قائد الملحقة الإدارية 6 إلى مكان الحريق، وهاجمه أكثر من 30 شخصا، إذ تعرض للتعنيف والضرب، ما خلف لديه إصابات، ولولا تدخل المصالح الأمنية، التي أشهرت أسلحتها لإنقاذ القائد، لانتهت الأمور إلى ما لا يحمد عقباه. وعزت مصادر “المغربية” الهجوم إلى اشتباه المتضررين في أن جهات رسمية وراء اشتعال النيران في محلاتهم، بعدما صوت أعضاء مكتب المجلس البلدي، في الدورة الأخيرة، على مقرر جماعي لتفويت الوعاء العقاري للسوق القديم (12 هكتارا) إلى شركة كبيرة للبناء، لتحويله إلى عمارات سكنية، بعد لاتفاق مع الحرفيين على ترحيلهم إلى “سويقة الهدى”، والسوق الأسبوعي الجديد، مقابل مبلغ يتراوح بين ألف و500 درهم، و4 آلاف درهم للفضاء الجديد. وتدخلت مصالح الإسعاف ورجال الإطفاء، قبل صلاة المغرب، ولم يتمكنوا من إخماد النيران إلا بعد 4 ساعات، فيما حضرت الشرطة العلمية، التي أخضعت المكان للمسح والمعاينة، وباشرت الشرطة القضائية التحقيق في ظروف وملابسات الحريق، الذي تبقى أسبابه مجهولة.