ظل السيد شباط يعيد ويكرر في كل خرجاته وجولاته الدونكشوتية في كل أرجاء المغرب، أن رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران مستبد ومهيمن برأيه ولا استعداد له لسماع أي مبادرة خارج إطار الأغلبية. واليوم بعد أن قدم وزراء الاستقلال استقالاتهم إلى رئيس الحكومة، اتضح أن السيد شباط هو المستبد الأول والأخير بقرارات حزب الاستقلال، وهذا تجلى في تردد جل الوزراء الاستقلاليين في تقديم استقالاتهم، زيادة على أن جلهم كانوا مواظبين على عملهم ولم يشتكوا أبدا من رئيسهم ،كما أن حصيلتهم الوزارية اتسمت بكثير من الحرفية والاحترام والتواجد الشخصي في جل المواقع المرتبطة بانشغالاتهم. اليوم بعد أن أدخل شباط حزب الاستقلال في سلسلة من الهزائم السياسية والدستورية، نذكر منها للمثال لا الحصر. الرد الملكي القوي الذي نبه حزب الاستقلال إلى ضرورة احترام الدستور من خلال إعمال المادة 47 بدل البند 42 الذي أصر الحزب على الزج به في حالة معروفة مخرجها الدستوري. أما الضربة القاضية فهي التلكؤ الواضح الذي سبق استقالات وزراء الحزب. الحقيقة البادية للعيان أن وزراء الاستقلال كانوا مرغمين على تقديم استقالاتهم، وهذا يبين أن شباط استفرد بقرار انسحاب حزب الاستقلال من الحكومة بمعية مريديه وعلى رأسهم بنحمزة ولكيحل، مما يعطي انطباعا أن شباط انتقم من هؤلاء الوزراء الذين أحس أنهم خذلوه خلال انتخابات الأمين العام للحزب، باستثناء غلاب الذي أعطى إشارات واضحة بأنه من مريدي شباط وهذا يتضح من خلال مرافقة غلاب لشباط في كل جولاته الحزبية، خصوصا التي تمت في الأقاليم الصحراوية، زيادة على ذلك التدخل الغير المحسوب والخارج عن أدبيات العرف السياسي الذي أبان عنه غلاب خلال إحدى المنتديات التي حضرها السيد رئيس الحكومة. السيد كريم غلاب مطالب بتقديم استقالته، لأن السيد شباط ومريدوه اختاروا أن ينسحبوا من الحكومة والتخندق في المعارضة التي ستجمعهم بأحزاب مختلفة في توجهاتها السياسية والإيديولوجية. السيد غلاب مطالب بإعطائنا شعورا بعزة النفس من خلال تقديم استقالته من موقع ما كان ليحلم به لولا دعم حزب العدالة والتنمية، خصوصا بعد كل تلك الأطنان التي راكمها من النقد خلال سياقته لوزارة النقل التي عرفت كوارث مازال الرباح يعاني منها إلى وقتنا الحالي. خروج غلاب من الواجهة السياسية في المغرب ، خروج على مضض سببه شباط وخططه الفارغة التي ضيعت على الحكومة أشهرا من التخطيط والعمل . لكن المثلج في الأمر هو تلك الاستفاقة الشعبية المغربية التي عبر عنها المغاربة في تعليقاتهم وآرائهم اليومية والتي أجمعت على أن ما قام به شباط مجرد "لعب الدراري" . تحية إجلال وإكرام لوزراء الاستقلال الذين أبلوا بلاءا حسنا خلال تحملهم مسؤولياتهم الوزارية والتزامهم التام بأخلاقيات العمل السياسي حتى في عز الأزمة التي حلم بخيوطها شباط ذات ليلة ...وتحية شجاعة للسيد الوفا الذي رفض الامتثال لأوامر الحالم شباط الذي مرغ كرامة الحزب في التراب.