لوحظ أن الحضور الذي واكب ندوة اليوم التواصلي المنظم يوم السبت بمركز تكوين و تأهيل الشباب بأيت باها المنظم من طرف جمعية تيليلي ن أدرار والذي أطره الحاج ابراهيم أفوعار والأستاذ عبد السلام الشكري ،لم يكن في مستوى ما كان يصبو إليه المنظمون،فمن خلال قراءة ظاهرية غير علمية لمكونات الحضور،لن يتعب أي متتبع في ملاحظة غياب جمعيات من المجتمع المدني والمنتخبين الذين كانت نفس القاعة في بدايات قضية ما يعرف بالتحديد الغابوي لم تتسع لها،عديدة هي الروايات التي تحاول أن تفسر ذلك،فهناك من اعتبر أن خطاب رئيس تنسيقية أدرار أصبح مستهلكا ونفس الأسطوانة يتم العزف عليها في كل مناسبة تهم الحديث عن قضية التحديد الغابوي وأصبح "دق ناقوس الخطر" عبارة يرددها بعض الساكنة في كل لقاء،واعتبر آخرون أن الملف حقق مطالب مهمة ساهمت فيه كل المكونات والساكنة في المقدمة ،لكن الاستمرار في سرد نفس القصة وخلطها مع كل قضية مهما كانت أفقد كل تحرك من هذا القبيل وهجه ،كما اعتبرت قراءة أخرى أن بعض الأطراف تستغل المسألة للركوب عليها لدواع سياسية ،وهو ما أثار حفيظة بعض النشطاء الأمازيغيين الذين استشاطوا غضبا بعد كلمة ابراهيم أفوعار منبهين إلى الدعاية لحزب ما بعد أن أثنى وشكر وعرض مجملا عن لقاءاته مع رئيس الحكومة وبعض البرلمانيين والوزراء. وفي سياق متصل ،انتقد كثيرون محاولة إعطاء مقتل أحد الرعاة بتسكدلت بعدا عرقيا متصل بترويج أن المقتول "صحراوي" عربي غير أمازيغي وبالتالي يجوز التضامن مع المشتبه به لأن في اعتقادهم تم المس بالشلوح والحقيقة أن الاثنين شلوح ،في الوقت الذي كان ينبغي على المتدخلين ترك الكلمة الفصل والأخيرة للقضاء بعيدا عن أية محاولة للتأثير عليه ما دمنا في دولة المؤسسات ،كما تم الترويج لمغالطات أخرى في نفس السياق وهي كون أحد المعتدين عليه من طرف الرعاة لم يتم الاستماع إليه من طرف السلطات في محاضر رسمية على الرغم من استصداره لشهادة طبية تثبت مدة العجز في 60 يوما وتقديمه لشكاية إلى وكيل الملك ،لكن متتبعا للملف أوضح أن المسطرة القانونية تم اتباعها دون أدنى تمييز أو ما شابه ،هي حقائق آثرت الكشف عنها كقراءة نقدية ليس انتقاصا من أحد أو الضرب بعرض الحائط المسيرة النضالية المتميزة للساكنة في صراعها مع قضية التحديد الغابوي والمشاكل المرتبطة به من خنزير بري و رعي جائر ...لكن هدفي في ذلك فتح نقاش مسؤول من هذا المنبر لتقف الساكنة لحظة تأمل حقيقية في من ينسب الفضل كله في كل تقدم في هذه الملفات دون أن يبحثوا بقليل من الدهاء في أن هناك من يحاول استغلالهم في دعايات لجهات حزبية أو قد تكون في حملة انتخابية ليس هذا الموضوع محلا لها لكونه يرتبط بأرض ورثتها الساكنة أبا عن جد.