إذا كانت الدولة والمؤسسات التابعة لها تسن القوانين وتخرج ببرامج للمحافظة على البيئة من التدمير حتى لا يتأثر الإنسان بمخاطرها لما ينتج عنها من أوبئة وأمراض تهدد السلامة الأمنية والصحية لعموم المواطنين فان الوضع يختلف تماما ببلدية القليعة وجماعة الصفاء من خلال وجود مطرح نفاياتي يشكل بؤرة توتر يهدد كل مناحي الحياة والصحة والاستقرار . فهذا المطرح المتواجد بغابة أدميم وبالضبط المكان المحاذي للطريق الرابطة بين دوار ايت وكمار وبلدية القليعة والذي لا يبعد الا بمسافة قليلة عن مطار المسيرة ، أصبح يستقبل يوميا أطنانا من النفايات مما أضحى مصدر قلق لأكبر تجمع سكاني بالجهة لسبب انبعاث الروائح الكريهة وانتشار بعض الأمراض . المطرح الحالي والغير المسيج والذي لا يستجيب للمعايير الصحية والبيئية المطلوبة ، اصبح مرتعا لقطعان كبيرة من البهائم والماشية نظرا لعدم توفر الكلأ بالغابة نتيجة الجفاف الذي ضرب المنطقة ، ولم يلقى الكسابون بديلا للبحث عن مرتع لسداد خصاص الكلأ الا ما جاد به هذا المطرح ، كما ان الضرر أصاب الضيعات الفلاحية التي تعتمد في السقي على مياه الابار مما قد يؤدي الى تلوت الفرشة المائية والمعتمدة كمصدر وحيد لسقي الضيعات ، هذا قد يؤثر ايضا على الماء الصالح للشرب والذي تكلفت به جمعيات من المجتمع المدني منذ أمد بعيد. ، كما نتج عن تراكم النفايات الغير المعالجة ضرر المنتوج الفلاحي للضيعات وزيادة توافد عصائب من الطيور التي تحوم بالمنطقة ، ويعتبر هذا المطرح الوجهة الوحيدة لتفريغ الصهاريج المستعملة لجمع المياه العادمة والتي تفرغ من مطاميرحفرتها الساكنة ، لان المنطقة لا تتوفر على الصرف الصحي، هذا كله يساعد على نمو الجراثيم وزيادة على ذلك انتشار الأكياس البلاستكية في كل مكان ، والذي لم يسلم منه لا الشجر ولا البنايات . وفي انتظار انجاز مطرح للنفايات بالمواصفات البيئية المطلوبة يظل سكان بلدية القليعة والجماعات المجاورة المتضررة من هذا المطرح يدفعون في صمت تمن ضريبة التلوث البيئي والذي يهدد سلامتهم الصحية. فلذلك أصبح لزاما على الجهات المسئولة محليا وجهويا وضع إستراتيجية بيئية لإبعاد ما يشكله هذا المطرح من خطورة على الساكنة .