تم يوم الأربعاء الماضي ، تنقيل مدير سجن أيت ملول إلى سجن الجديدة واستقدام مدير السجن المحلي في الجديدة لتولي مهامه على رأس أكبر سجن في الجنوب، والذي يضم أزيد من 3500 نزيل، وفيما اعتبرت مصادر لها صلة بالقطاع أن عملية التنقيل «روتينة» وتدخل في إطار التنقيلات العامة التي تباشرها المندوبية العامة للسجون بين الفينة والأخرى، ذكرت مصادر من داخل السجن المحلي أن عملية تنقيل المدير السابق بعد سنة من توليه المسؤولية كانت منتظرة، خاصة بعد التطورات الأخيرة التي عرفها السجن المحلي لأيت ملول، والتي توجت بزيارة لجنة حقوقية منبثقة عن المجلس الجهوي لحقوق الإنسان، التي تم تأسيسها مؤخرا في مدينة أكادير، حيث استمعت في هذا الصدد، عن قرب، إلى العديد من شكايات النزلاء وأعدّت تقريرا شاملا عن وضعية النزلاء داخل السجن المحلي. وذكرت المصادر ذاتها أن استياء ساد أوساط السجناء في عهد الإدارة السابقة، حيث ارتفعت وتيرة شكاوى السجناء بخصوص رداءة الوجبات الغذائية المقدمة للنزلاء وندرة الأفرشة والأغطية الكافية التي كان لها تأثير بالغ خلال فصل الشتاء، إلى جانب غياب الأدوية اللازمة لعلاج النزلاء المرضى، الأمر الذي أدى إلى تسجيل ثلاث حالات وفاة في أقل من شهر. ويعاني النزلاء المرضى ظروفا صحية صعبة، حيث ضعف حصص التطبيب وغياب الأدوية الكافية، حيث لا يستفيد هؤلاء سوى من بعض الأدوية المنتشرة بكثرة كأقراص «دوليبران» التي أضحت دواء لمختلف الأمراض المنتشرة، خصوصا أمراض الجلد والجهاز الهضمي. وما زاد الطين بلة مبادرة إدارة السجن مؤخرا، إلى توزيع مجموعة من النزلاء المصابين بداء فقدان المناعة (السيدا) على عدد من زنازن الحي الجديد، الأمر الذي خلّف موجة من الغضب والإستياء وسط النزلاء، بالنظر إلى التأثيرات السلبية لتواجد هذه الفئة، التي تعاني من ظروف صحية ونفسية وسط سجناء عاديين، خاصة أمام ظاهرة تعاطي الشذوذ الجنسي وسط بعض النزلاء، الأمر الذي يسهل انتقال عدوى الفيروس.