إنها طوابير الانتظار في مستشفياتنا . هذه المرة من المستشفى الاقليمي لشتوكة ايت بها ببيوكرى حيث عاينا طابورا من المرضى المستضعفين ينتظرون وصول الطبيبة المكلفة بالفحص بالصدى معظمهم من نساء كبيرات في السن وأمهات حوامل ولا أحد يهتم لأمرهن . قاعة الفحص مقفلة منذ 48 ساعة وصلت الساعة الحادية عشرة والنصف من صباح يوم الخميس 22 مارس ولم تحضر الطبيبة بعد. وبعد طول انتظار قرر النسوة تقديم شكوى لدى مدير المستشفى لكن لم يجدنه في مكتبه مما يعني انتظارا طويلا من جديد. وعند الاستفسار لدى موظفة بإدارة المستشفى صرحت بأن الطبيبة المعنية المدعوة (ج.) ليست في حالة رخصة قانونية وتغيبها غير مبرر . وحسب تصريحات بعض الأطر ومرتادي المستشفى فإن الطبيبة المذكورة معتادة على التغيب والتأخر حتى الساعة الحادية عشرة وأكثر ضاربة عرض الحائط كل القوانين واحترام أوقات الدوام في غياب تام للحس الانساني الذي يعتبر أساسيا لدى الأطر الطبية نظرا لاحتياجات المرضى من الرعاية والاهتمام هذا دون الحديث عن الضمير المهني الذي تؤكد مثل هذه السلوكات غيابه تماما لدى بعض الأطر. وبعد اخبارهن بأن الطبيبة لن تحضر اليوم وبعد طول انتظار قررت النسوة المغلوبات على أمرهن تغيير مواعيد فحصهن فلجأن للمسؤول عن ذلك وصادف ذلك اتصال الطبيبة الغائبة بالمسؤول عن ضبط المواعيد لكن ليس للاعتذار أو الاطمئنان على المرضى بل العكس من ذلك فقد كانت تطمئن على برمجة أيام تغيبها القادمة وقد أكد لها المسؤول أخذها بعين الاعتبار وكل ذلك أمام أنظار ومسامع النسوة المستضعفات اللواتي أجل موعد فحصهن حتى يومي الاثنين والثلاثاء القادمين كاتمات غيضهن مجبرات موجهات شكواهن لله عز وجل . تقول احداهن متحسرة وقد امتزجت شكواها بحرقة الدموع أنها تعول أيتاما وقد اقترضت مصاريف التنقل والعلاج من جارتها لكن وعلى الرغم من معاناتها لم تجد حتى من يشفي غليلها ولو باهتمام بسيط من لدن المسؤولين في المستشفى. إلى متى تستمر معاناة المواطنين من تردي الخدمات الصحية ببلدنا العزيز ومن استهتار المسؤولين على القطاع بحاجيات وحقوق المواطنين وانتظاراتهم؟ تجدر الاشارة إلى أن المؤسسات الصحية بالاقليم لا ترقى حتى إلى الحد الأدنى من انتظارات المواطنين ،مستشفى وحيد يعاني العديد من المشاكل المتراكمة ومستوصفات تنعدم فيها الرعاية الصحية الكافية وتشكو من قلة الأطر ونقص حاد في التجهيزات الطبية الضرورية .نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر المستوصف المتواجد بجماعة ماسة الذي غاب عنه الفحص بالأشعة منذ سنين طويلة مما يضطر المواطن الماسي للسفر للمستشفى الاقليمي ببيوكرى من أجل إجراء الفحوصات اللازمة . لازالت ساكنة الاقليم عامة تعيش على الأمل وتنتظر تحسن هذه الظروف المؤلمة وتطالب بإجراءات حقيقية وملموسة تستجيب لتطلعاتهم وانتظاراتهم وتضمن لهم حقهم في العلاج وفي الرعاية الصحية المناسبة التي تضمن لهم احساسهم بالكرامة في وطنهم.