أحيل الجمعة الماضي على النيابة العامة بأكادير مهاجرين سريين الأول من مالي والثاني من غينيا، من مواليد 1980 و 1975 على التوالي بتهمة النصب على ضابط بالملاحة البحرية بأكادير في مبلغ 20 مليون سنتيم،بعدما أوهاماه أنهما يملكان ثروة مالية تزيد عن ملياري سنتيم مودعة لدى سفارة بلدهما بالرباط، وأنها تتطلب أموالا لاستلامها، وأنهما إذا وجدا من يساعدهما على ذلك سيكون له نصيب من هذه الكعكة. وحسب ماأوردته جريدة الأحداث المغربية من تفاصيل العملية ،أبدى ضابط الملاحة رغبته في تقديم يد المساعدة للإفريقيان ،اللذان قدما أنفسهما بصفتهما لاجئان سريان بالمغرب، بعد وفاة الأب الجنرال العسكري بدولة غينيا كوناكري. توجه بعد أيام قلائل رفقة الثنائي نحو الرباط، وبجوار السفارة منح للمسمى موسى 15 ألف درهم لأداء إجراءات تسلم الخزنة، بينما بقي رفقة الاخر المسمى أبو بكر بالمقهى المجاور ينتظران خروجه المفترض. لم تمض نصف ساعة حتى ظهر موسى يدفع عربة بها خزنة حديدية، فسلماها إليه ، قائلين له نضع فيك كامل الثقة احمل معك هذه الأموال إلى بيتك بأكادير. مرت أيام قلائل فدعياه إلى مراكش من أجل بحث إجراءات اقتسام الغنيمة، وعند اللقاء بادرا بفتح الخزنة أمامه بدت أوراقها النقدية خضراء، عليها طلاء أسود، ادعيا أمامه أن الأب الجنرال المغتال، لجأ لتلك الطريقة حفاظا على غنائمه، وأمامه، استخرجا ورقة نقدية من الخزنة، وقاما بتمريرها من سائل شفاف، لتبدو طبيعية، فسلماها إليه ليزداد ثقة عندما قام على الفور بصرفها من أحد الأبناك بمراكش، وازداد بذلك فرحه، ثم زاد وسلمهما 3 مليون سنتيم إضافية طلباها منه. ضابط البحرية، اطلع على كل محتويات الخزنة المرصوصة، اتسع خيال جشعه، فطلب منه المحتالان تمكينهم من 15 مليون سنتيم، من أجل جلب السائل من بلديهما لغسل محتويات ” الكوفر فور” التي تزيد عن ملياري سنتيم، لم يتردد في تسليمهما المبلغ، ومقابل ذلك عاد من مراكش إلى أكادير بمحتويات الخزنة. بعد أيام هاتفه أحدهما مدعيا أن السائل أصبح ناذرا وارتفع ثمنه، وأنهما في حاجة ل 64 مليون سنتيم، عندها أبدئ اعتراضا على ذلك وبدأ الشك يتسرب إليه، وقد زاد إحساسه بالخديعة بعدما تراجعا الأخوين فطلبا منه 10 مليون سنتيم فقط، وأرسلا إليه عنصرين، بدعوى أنهما تقنيين خبيرين، سيجلبان معهما السائل وسيقومان أماة عينيه بغسل الأموال المودعة لديه. بتنسيق مع الشرطة القضائية بتيكوين، عمل الضابط على استقبال التقنيين الوهمين القادمين من الرباط على متن سيارة من نوع داسيا. فبعد توقيفهما والتحقيق معهما ، بينت الأبحاث أن أبناء الجينرال المغتال الوهميين مجرد مهاجريين سريين من غينيا كوناكري، فقد ظفرا بالحصة ومازالا في حالة فرار.