حول بيته إلى ما يشبه سوقا لبيع المتلاشيات، والأجهزة الإلكترونية الرفيعة الثمن، فقد تخصص في سرقة فيلات المهاجرين المغاربة بحي تليلا بأكادير، ظل على هذه الحال إلى أن وضعت الشرطة يدها عليه في هذه الايام الرمضانية فأحيل يوم الثلاثاء على أنظار الوكيل العام للملك، وكان المحققون أخرجوا من بيته بحي الهدى شاحنة من المسروق حدد إجمالي قيمتها في 16 مليون سنتيم. من بينها 5 تلفزات هوم سينما، و150 مانطة من نوع " مازافيل" وثلاجتين من نوع إينوكس، وآلات تصبين، وعدد كبير من الأجهزة الإلكترونية والتجهيزات الإلكترونية ذات الاستعمال المطبخي. اتخذ من اللصوصية، معاشا له، منهجه في ذلك " إيلا بلاك الله بتاشفارت، اقصد الديور الكبار"، تخصص إبراهيم في إفراغ دور المهاجرين المغاربة من أثاثها، في كل مرة اقتحم فيلا معية يغيب عن الأنظار، ويتفرغ لبيع حصيلة غنيمته قطعة قطعة من إجل الحصول على مصروف البيت لأسرته المتكونة من زوجة حامل في شهرها السادس، وطفل عمره حوالي ثلاث سنوات، يبيع المسروق بالتدريج بأسواق إنزكان لبيع الملاشيات، حتى لا يلفت نظر التجار حوله. ظل يقوم بنفس الفعل إلى أن سقط في شر أعماله ليقدم على أنظار الوكيل العام للملك بداية هذا الأسبوع. إبراهيم من مواليد 1960 ، يسكن رفقة أسرته بحي الهدى بدار في طور البناء، صاحب سوابق، بعدما اتهم بإضرام النار عمدا وقضى من أجلها خمس سنوات نافذة، له طريقته الخاصة في السرقة لا تثير عليه المشاكل، فهو يتجول بحي تيليلا الراقي، ويتقصى أخبار الدور والفيلات غير المأهولة، وإن كان بها ما يسرق ذا قيمة، يستمر في بحثه إلى أن يحدد الهدف. وفي ليلة الاقتحام، يتسلق إبراهيم الجدران والأسوار، يحمل معه كل أدوات الحدادين، منها القاطع الكهربائي، والمطرقة، و"البينسة"، ومفك البراغي" لقاط" ، وكل ما يحتاجه في عملية الاقتحام، يبحث بعدها عن موصل كهربائي، أو يقطع الاسلاك الكهربائية من خارج الفيلا للتزود بالثيار فيشرع في عملية اقتحام الأبواب. كل الأبواب تستسلم له، تنفتح طيعة بدءا من البوابة الخارجية، وصولا غلى الغرف، يتخذ لنفسه الوقت الكافي لتفتيش كل الغرف وجمع ما خف وزنه وغلا ثمنه بها، لا يتردد في استعمال المطبخ ليلة الاقتحام، من أجل شرب قهوة، وتدخين سجارته، فينهي الليلة بجمع كل راق له بالبيت، يكومه بفناء البيت فيغادر. وعندما يسطع نور يوم جديد يدخل إبراهيم البيت المستهدف هذه المرة من بابه الرئيسي يأتي بشاحنة فينقل الأمتعة إلى بيته بحي الهدى ب" العلالي"، وبعد مرور حوالي 20 يوما يشرع في تصريف المسروق بالتدريج. ظل على هذا الحال لشهور، وبعد تكثيف البحث والتنقيب وتتبع هوية المترددين على اسواق المتلاشيات بحي سيدي يوسف بأكادير، وبسوق الجوطية بإنزكان إهتدى الامن إليه. وتم اقتياده نحو بيته، ليتفاجأ المحققون ببيت تخصص جزء كبير منه لإخفاء أثاث ضحايا يوجدون ببلاد المهجر. كإحصاء تقديري أولي حدد قيمة المحجوز في 16 مليون سنتيم، استرجع منها مهاجر مغربي بفرنسا ما تبقى من أثاث بيته بواسطة أخيه القاطن بهوراة، فيما قدم آخر من آخر من السمارة للتفتيش عن أغراضه بين كومة من المسروقات .