أحالت مصلحة الشرطة القضائية في الخميسات على أنظار الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط، المدعو (م.ب) من مواليد 1955 بفاس، متزوج، دون مهنة، بتهمة تعدد السرقات المشددة باستعمال الكسر واستعمال مفاتيح مزورة وناقلة ذات محرك وحيازة السلاح بدون مبرر شرعي مع حالة العود.وأكدت مصادر "المغربية" أن المتهم، الذي أحيل على العدالة، من ذوي السوابق العدلية، سجن على إثرها سنة 1980، بتهمة السرقة المشددة لمدة أربع سنوات، وسنة 1984، مدة خمس سنوات بتهمة السرقة الموصوفة والاتجار في المخدرات، ثم أدين سنة 1986، لمدة 17 سنة بسبب تكوين عصابة إجرامية متخصصة في السرقة الموصوفة، وسجن سنة 2003، أربع سنوات بتهمة السرقة الموصوفة. وجاء اعتقال المتهم (م.ب)، بحي المنى، من طرف فرقة الأبحاث المتنقلة بعد مطاردته من طرف بعض سكان الحي والمارة، حينما اكتشف من طرف الحارس الليلي، الذي شاهده وهو يغادر منزلا في ملكية مهاجر مغربي لا يقع تحت منطقة حراسته، وفي يده كيسا بلاستيكيا أسود بداخله بعض معدات المطبخ ومفاتيح مختلفة، إذ رشقه بالحجارة بعد إبدائه مقاومة كبيرة، مستعملا صاعقا كهربائيا في محاولة منه شل حركة مطارديه . وأوضحت المصادر أن التحريات الأولية، التي باشرتها الضابطة القضائية مع المتهم كشفت أنه تخلص من الصاعق الكهربائي، الذي كان بحوزته بعدما شعر بإمكانية القبض عليه، ولتمويه المحققين أنكر ملكيته لسيارة من نوع "رونو إكسبريس"، كانت مركونة في إحدى زوايا الحي، وكان ينوي نقل الأثاث الذي وضعه عند مدخل المنزل المستهدف، لكن تفتيش السيارة كشف أن وثائقها تحمل اسمه، كما عثر بداخلها على أدوات مطبخية، وقضيب حديدي من الحجم المتوسط، وكماشتين، ومفتاحين ميكانيكيين يحملان رقم 10، ليجري بعد ذلك تمشيط مسرح الجريمة الذي أفضى إلى العثور على الصاعق الكهربائي من نوع 669، و50 مفتاحا من مختلف الأحجام والأشكال، وقاطع حديدي كبير الحجم، وقفازين وصحيفتين مزورتين. ولتعميق البحث، انتقلت عناصر الضابطة القضائية إلى المنزل المستهدف بالسرقة بمعية الحارس الليلي وأم صاحب المنزل، وعند استفساره أقر المتهم باستعماله مفاتيح مزورة لفتح الباب وولوج المسكن، بعد أن راقبه وتأكد من خلوه من أصحابه، علما أنه سبق أن استهدفه خلال سنة 1980، وسرق منه أمتعة مختلفة، مضيفا أنه عند دخوله إلى المسكن كسر الأبواب الداخلية للطابق الأول، ثم اختار بعض الأمتعة وهيأها لحملها على متن سيارته كالمعتاد، في الوقت الذي حددت فيه القيمة المادية للأمتعة من طرف صاحبها، الذي صادف يوم سرقة مسكنه، دخوله إلى المغرب من المهجر لقضاء عطلته، بثمانية آلاف درهم. وواصلت الضابطة القضائية تحرياتها، إذ رافقت المتهم إلى مدينة فاس من أجل استكمال البحث معه في مكان إقامته، وأنكر أنه لا يملك أي مسكن وأن زوجته تقطن في بيت والديها لأنها مريضة، لكن عند وصول فرقة الشرطة القضائية إلى مدينة فاس، تظاهرت الزوجة بوعكة صحية لتنقل إلى المستشفى لتلقي العلاج، واهتدى بعد ذلك رجال الشرطة بمساعدة ولاية الأمن بفاس إلى محل كان يقوم (م.ب) بتصريف المسروقات وتديره المسماة (ف.ب)، التي أكدت أن صاحبه شغلها بمبلغ 800 درهم شهريا، وتتكلف هي في غيابه ببيع الأمتعة المختلفة، التي يحضرها في فترات متقطعة وبعد أن يحدد هو لها ثمن بيعها، وانتقلت بعد ذلك الشرطة إلى منزل المتهم، وعثرت على أمتعة أخرى في غالبيتها تجهيزات منزلية وإلكترونية ومكتبية، كما عثر على مسدس ناري و28 خرطوشة من بينها واحدة مستعملة، أكد المتهم أنه استعملها من أجل التجريب نافيا استعماله للمسدس من أجل السرقة. وأوضحت مصادر "المغربية" أن المسدس حصل عليه المتهم في إحدى السرقات، التي نفذها بأحد المنازل دون أن تحدد مكان وجوده والشخص، الذي أدخله إلى منزله والغرض من ذلك، ليبقى بذلك السؤال عريضا حول المنزل، الذي سرق منه المسدس وهدف صاحب المنزل من إدخاله؟